أخبار اللغات الأجنبية

فرض الفرنسية والإنجليزية في المغرب كلغات تدريس للمواد التعليمية هدفه إقصاء المغاربة والحيلولة بينهم وبين طلب العلم والمعرفة

فرض الفرنسية والإنجليزية في المغرب كلغات تدريس للمواد التعليمية هدفه إقصاء المغاربة والحيلولة بينهم وبين طلب العلم والمعرفة

أحد الأصدقاء نقل لي قبل قليل خبر متداولا من جهات اعلام وشخصيات “رسمية” في قضية اعتماد الانجليزية بدل الفرنسية “لتعليم مواد تربوية” (انتبه، نحن لا نتحدث عن “تعلم الانجليزية”، بل نتحدث عن استخدامها في تلقين العلوم وباقي المواد التعليمية).
وقال: على الاقل ستُضعف الفرنسية في المغرب (🙆‍♂️🤦‍♂️) !
أقول:
هل نجحت الاسبانية في الشمال في القضاء على الفرنسية، ام لجأت الدول المتدخلة والراعية لها لاقتسام مناطق الاحتكار تفاديا للصدام، فأصبح المغاربة يعانون من الاسبانية اضافة لمضاعفة المعاناة من الفرنسية؟؟؟
(حتى مناطق الوسط والجنوب يضطرون لمتابعة الاخبار في القنوات المغربية الرسمية باللغة الاسبانية رغم انه بالكاد يوجد منهم من يفهم كلمة واحدة منها !!!!)
الجواب واضح، ونفس السيناريو سيتكرر في الانجليزية لا اكثر.. لان اغلب الاطر التربوية عاجزة تماما عن استخدام الانجليزية (أتحدث عن معلمي واساتذة مختلف المواد مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجغرافيا والتاريخ وغيرها)، دون الحديث عن المؤسسات الرسمية، عموم الشعب…الخ.. لا تكاد تجد من يتقن تكوين جملة واحدة بها إلا النادر الذي لا يُعتد به.
بالتالي فالانجليزية في افضل حالاتها ستصبح لغة “بريستيج” وفئات محددة ومحدودة جدا في المجتمع مع تكريس الفرنسية اكثر واكثر في باقي المناطق التي لا تفهم ولا حرف من الانجليزية والتي لا تستطيع ان تُدرس ابنائها الانجليزية (الاغلبية الساحقة من المغاربة) وسيتم إفساح المجال للفرنسية بتوجيه الانظار نحو “الاسياد الجدد”.
هنا ستنضاف طبقة جديدة، هي الطبقة “المؤنجلزة” الى الطبقات السابقة.
بينما اللغة الوحيدة القادرة على انهاء سرطان الفرنسة بسرعة وبشكل كلي هي العربية حصرا دون ادنى شك.
فعموم الشعب يفهمها او يستطيع التعامل معها، التلاميذ والطلبة اغلبيتهم لا يجدون اي اشكال للدراسة بها، نفس الشيء للبحث العلمي (مع مجهود اكبر في الترجمة لاجل التمهيد للانتاج لاحقا).
اضافة للمؤسسات والادارات العامة والخاصة التي نجد اغلبها اصلا تستخدم العربية بشكل جزئي الى جانب الفرنسية، وبعضها يستخدم العربية فقط او بشكل شبه كلي؛
وكذا الاعلام ووسائل التواصل حيث كادت العربية تسيطر فيهما (سواء الفصحى او الدارجة)؛
فكل الظروف مواتية لتوجيه الضربة القاضية والقاتلة للفرنسية في بلادنا عبر العربية.. ولا شيء غير العربية.
ولكن يبدو ان الانذال الفرنسيين يحاولون اللعب بذكاء على وتر العاطفة خدمة للطبقات “المُتحكمة” للابقاء على مكتسباتهم في البلاد، ويستخدمون الانجليزية كطعم لغض الطرف عن مشاريع الفرنسة الجارية على قدم وساق منذ عقود، والتي دخلت مرحلة السرعة النهائي منذ نحو ثلاث سنوات.
استيقظوا رحمكم الله، فاعتماد الانجليزية يُراد منه استخدامها كأداة إقصاء في حق جل المغاربة لا أكثر.

إقرأ أيضا:مدرسة الرماة بالمغرب

#لا_للفرنسة

السابق
ما سر نجاح وتطور النموذج التعليمي الياباني وفشل وتقهقُر نظيره في الدول العربية؟
التالي
كتاب الفطريات والمسرطنات في الأغذية

اترك تعليقاً