عندما أنشأ السلطان الفقيه سيدي محمد بن عبد الله رحمة الله عليه مدينة الدار البيضاء القديمة، فتح باب الهجرة إليها و وضع حوافز لمن يرغب في الإقامة فيها، عن طريق شراء الأرض باسعار تفضيلية لمن يرغب في بناء مسكن له، و قد كانت طائفة من قبائل #الشاوية أول من قصدها بغية الإستقرار، نذكر منهم قبيلة مديونة وأولاد حدو لهراويين الرواجع، والمعروفيين وأولاد المجاطية والرغاغية وأولاد مومن واولاد مسعود ، المعريف ، سيدي عثمان ، اولاد حريز مذاكرة وغيرهم من قبائل الشاوية المجاورة لها تبعية لمدينة البيضاء ومدينة #سطات وبرشيد.. إضافة إلى أهل #دكالة و #عبدة و #رحامنة ..
و نظرا لما كانت تتمتع به مدينة الدارالبيضاء القديمة، من أراضي خصبة و فسيحة، و أسوار ذات أبراج مؤمنة، و ساحل بحري غني بشتى أنواع السمك، و مرسى مفتوح في وجه التجارة، فقد قصدها العديد من أهل الحضر، خاصة في الاول من العقد التاسع من القرن الثامن عشر، حيث هاجرت إليها العديد من العائلات العريقة من مدينة #فاس، كعائلة بنجلون التويميين، و أبناء الطيب بن كيران وأبناء عمه، وعائلة بن أحود وعائلة بنيس وعائلات الشرفا الادارسة وعائلة مرنيسي وعائلة بناني وبنشقرون ، وعائلة برادة وعائلة أبو زكري وعائلة بن زاكور، و كذا الشرفاء العلميون، كالسيد أحمد العلمي والسيد محمد والسيد بنعثمان والسيد العربي وغيرهم.. إضافة إلى الشرفاء اليعقوبيين، كالسيد محمد والسيد أحمد والسيد عبد العزيز والشرفاء الطاهريون الجوطيون، كسيدي ابراهيم الطاهري و غيره.
إقرأ أيضا:قبائل المغرب: قبيلة سفيانأما من أهل #الرباط فنجد عائلة المستاري وعائلة ولد الضاكة وعائلة الزيادي وعائلة أمبيركو، ومن أهل سلا عائلة بوشنتوف وعائلة كلزيم ، ومن أهل تطوان عائلة افتيح وعائلة عكور ، وعائلة ابريشة ، وعائلة اللبادي وعائلة ابن المفتي، أما نواحي مدينة الصويرة، فنجد منها العديد من العائلات العريقة، كعائلة أبو الزرع و عائلة و عائلة بلاط و عائلة كابوس و عائلة ابن جنداوي و عائلة أبو الضربات و عائلة براد إلى غيره من العائلات العربية متعددة الطوائف والاصول .. كعائلة ابن العيساوي و عائلة ابن أمسيك ، وعائلة ابن حمان ، وعائلة الأخيري و القدامرة و الفيلاليين غيرهم..
هذا الغنى في تنوع الأطياف و الأصول، انجب مع مرور الزمن شبه مجتمع #مغربي مصغر قل نظيره في أي مدينة أخرى، فأهل #شياظمة بما عرف عنهم من الجدية و الحزم و النبوغ في التجارة، و أهل الشاوية و دكالة بما عرف عنهم من التمسك بالارض و العرض و قوة الساعدة و بدل الجهد في العمل و تعاطيهم للفلاحة و الزراعة، و اهل فاس بما طبعوا عليه من المدنية والحضارة و طلب العلم، و غيرهم ممن باقي الاطياف، قد تجاوروا وتساكنوا وتصاهروا وامتزجوا مع بعضهم البعض، و تخلق كل عنصر بطبيعة جاره، فانصهروا في بوتقة الفضيلة والصدق وكرم الضيافة وحب من هاجر إليهم من أهل العلم وإيثارهم على أنفسهم، فخرج منهم جیل طيب، لهم ماض جميل يحسدون عليه و يحق لنا الافتخار به في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.
إقرأ أيضا:قبائل بني معقل بالمغرب الاقصىعبير الزهور في تاريخ الدار البيضاء لمؤلفه هاشم المعروفي ص 102