كما تعلمون أن النصارى يستخدمون في تأريخهم الذي يُسمى ” التقويم الميلادي عبارة ”في سنة ربنا”، ويعنون بسنة الرب: السنة التي ولد فيها “الرب” المسيح ، فهم يعتبرونه ربا وليس نبيا، يشركونه بالله عز وجل حين يذكرون السنة، يتبعونها عادة بأحرف “أ.د” وهي اختصار للعبارة اللاتينية “أنو دوميني” والتي تعني بالعربية “في سنة الرب”، فيكتبون مثلا سنة 2013 أ.د. واليوم غالبا ما تتم ترجمة “أنو دوميني” (في سنة الرب) اختصارا الى “بعد الميلاد” أو “الميلاد” (م).
هذا التقويم “الميلادي” النصراني الذي تعتمده غالب دول الغرب، يُنسب ابتكاره الى الراهب الروماني ديونيسيوس إكسيجوس في عام 525م، والذي استخدمه لتحديد موعد عيد الفِصْح أو عيد القيامة، وهو ذكرى قيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه، كما يزعم النصارى.
قبل الاحتلال الأوروبي العسكري الحديث، كانت كل البلاد الإسلامية تعتمد التقويم القمري منذ عهد النبوة، والسنة الهجرية منذ عهد خلافة عمر بن الخطاب. لكن ابتلينا للأسف بالتقويم النصراني في بلداننا، فتم اعتماده في التأريخ في غالبية البلدان الاسلامية قسرا أو مكرا وحيلة. والأجدر بنا استخدام تاريخنا الذي بُني على أحد أهم الاحداث التاريخية وأعظمها في العالم كله ألا وهي الهجرة النبوية المباركة، والأشهر القمرية التي حددها القرآن {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (سورة التوبة).
إقرأ أيضا:اغتنم يوتيوب للتعلم وتطوير المهاراتوجُعِلَت الأشْهُر بالأَهِلَّة، تبتدئ برُؤْيَة الهلال وتنتهي برُؤْيَته، كما قال الله: كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}، {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا}. قال الرسول: «إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وهَكَذَا. يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وعِشْرِينَ، ومَرَّةً ثَلَاثِينَ» (صحيح البخاري). وقال صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيتِه، وأفطِروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم، فأكملوا العدَّةَ ثلاثين يومًا» (صحيح الجامع)، “صوموا لرؤيتِه”: اي لرؤية الهلال.
ولأنني اعي جيدا عدم معرفة أغلب الناس في بلداننا بالتاريخ الهجري لعدم استخدامه في عصرنا هذا من طرف مختلف المؤسسات (الخاصة والعامة) الا ما قل وندر، إليكم هذه الطريقة للحصول على السنة الهجرية بعملية حسابية بسيطة انطلاقا من معرفة التقويم الشمسي الغربي، ومعها أدوات رقمية للحصول على التاريخ الهجري كاملا بدقة (أيام/شهور/سنوات):
لحل هذه المشكلة جزئيا يمكننا اعتماد المُعادلة التالية: السنة الهجرية تساوي السنة الغربية ناقص 622، مضروب في خارج قسمة 33 على 32 (او مضروب في الرقم 1,03071 مباشرة).
ويمكننا تلخيصها هكذا: السنة الهجرية = (السنة الغربية – 622) * 1,03071.
لحل المشكلة كليا وتحويل كامل التاريخ او الحصول على السنة بدقة تامة سنضطر للقيام بعملية حسابية أكثر تعقيدا، لذلك سنعتمد أدوات ومواقع رقمية توفر خاصية التحويل بين التواريخ بنقرة زر واحدة، وأقترح هذه القائمة:
https://www.un-web.com/tools/date_converter_gregorian/
https://hijri-calendar.com/convert/
https://hijridates.com/date-converter.html
https://www.islamicfinder.org/islamic-date-converter/?language=ar
https://www.ihijri.com/index.html
والله ولي التوفيق.
فهرس المصطلحات الأعجمية:
“أ.د” = AD أو A.D
“أنو دوميني” = Anno Domini
