الدارجة المغربية

هل كان هناك تعريب قسري لغير العرب في المغرب؟

هل كان هناك تعريب قسري لغير العرب في المغرب؟

هل كان هناك تعريب “قسري” لغير العرب في المغرب؟

وهل دخلت العربية منذ زمن بعيد على أيدي أهلها أم أنها انتشرت فقط بعد الإحتلال الفرنسي كما يدعي بعض الشعبويين؟

نص تاريخي من بين المئات يكفي لنسف تلك الإدعاءات المتهافتة:

متى استقرت العربية كلغة محلية في المغرب؟

أثناء قراءتي لكتاب “التاريخ الإجتماعي لدرعة” لمؤلفه أحمد البوزيدي الروحي، أجد هذا المقطع (في الصورة أعلاه) الذي يوثق للتاريخ الذي استقرت به اللغة العربية عن طريق قبائل بني حسين المعقلية في درعة.

وهو يتضمن ردا صريحا ومباشرا ونسفا لادعاءات بعض الشعبويين أن العربية لم تنتشر إلا بعد الاحتلال الفرنسي بالقرن الماضي، بيد أن الحقيقة هي تعريب ديموغرافي تم بأيدي عربية معقلية بالأساس عبر استقرار هذه القبائل بالمنطقة وسيطرتها عليها وتكاثرها فيها.

حيث بدأت هذه القبائل كبني عمومتهم من القبائل المعقلية المجاورة (بني حسان للجنوب-الغربي باتجاه سوس، والعمارنة والمنبت في تافيلالت شرقا وشمالا) منذ القرن السابع الهجري/13مـ تستقر وتنشئ قصورا وقرى من طرف بعض بطونها، بعد أزيد من قرن على الهيمنة على المنطقة.. لتستمر سيطرتها عليها نحو ثلاثة قرون أخرى (تخللتها مرحلة قيام الدولة السعدية التي اعتمدت على قبائل بني حسين كقوة عسكرية واقتصادية كبرى في المنطقة أثناء قيامها).

إقرأ أيضا:تكتل الاساتذة والتلاميذ المطالبين بالعربية: بيان الإضراب الوطني ليوم الأربعاء 16 نونبر 2022

عموما، انتشار العربية بالمنطقة أقدم من هذا بكثير، حتى قبل وصول هذه القبائل نفسها بقرون، حيث كان بشكل طفيف قبل سيطرت صنهاجة على المنطقة تحت حكم الدولة المرابطية بعدما افتكوها من زناتة، حيث كانت دعوة المرابطين دينية إسلامية مالكية تعتمد العربية أساسا، وحتى بعد افتكاك المنطقة منهم من طرف التحالف المعقلي الزناتي لاحقا بعد سقوط الدولة المرابطية اعتمد الزناتيون وبنو مرين العربية أساسا لدولتهم للمنطقة خصوصا بعد أن بدأ التحول الديموغرافي يظهر بقوة لصالح القبائل العربية المُستجدة في المنطقة.. وبعدما ركز الزناتيون على شمال المغرب اثناء حكم بني مرين، انفرد المعاقلة العرب بدرعة وتافيلالت مما أدى لانتشار العربية بقوة باكتساحهم المنطقة ديموغرافيا.

وعلى العكس تماما مما يروجه الشعبيون الجهلة، فإن الاحتلال الفرنسي عمد لطمس العربية عبر القضاء على مراكز التعليم القديمة والمتمثلة في الكتاتيب والزوايا ومساجد التحفيظ نحوها مما أضعف العربية كونها لغة التعليم فيها، حتى أنه تسبب بشكل رئيسي في تدمير للمكتبة الناصرية والتي كانت تعتبر من أكبر المكتبات ليس في المغرب فقط ولكن في الشمال الافريقي، بل في العالم العربي ككل !

إقرأ أيضا:شَرويطة (قطعة القماش المقطوعة)

فبعد الاحتلال الفرنسي أصبحت المكتبة مهترئة جدا من حيث البناية وقلة عدد طلاب مدرستها وأساتذها واختفت منها الاف الكتب النادرة والقيمة، وكلها كانت مكتوبة بالعربية حصرا.

نستمر بحول الله #العربية_تجمعنا و #لا_للفرنسة

السابق
اغتنم يوتيوب للتعلم وتطوير المهارات
التالي
قراءة وتحميل كتاب التاريخ الاجتماعي لدرعة لمؤلفه أحمد البوزيدي

اترك تعليقاً