يعد إقليم دكالة من بين أهم المناطق العربية في المغرب إلى جانب الغرب وشياظمة وعبدة…إلخ، وقد إستوطن هذه المنطقة بعض من القبائل التي كانت تنتمي لحلف مصمودة.
إلا أن هذه المنطقة حسب ما تواترته المراجع التاريخية ستعرف تغيرا ديموغرافيا كبيرا في عهد الموحدين، ترتب عنه تهجير وإبادة القبائل المصمودية وتعويضها بالهلالية التي إحتلت تلك البلاد وأدى تغلغلها المكثف في زمن بني مرينوالسعديين إلى طرد من بقي من المصامدة هناك والقلة القليلة المتبقاة منهم تعربت بمصاهرتها وإندماجها مع عرب بني هلالومعقل، فأصبحت تعرف هذه المنطقة بدكالة العربية لتنقسم فيما بعد فتضم عبدة.
ويقول ميشيو بلير ” إن التعرف على القبائل البربرية التي كانت تسكن دكالة قبل مجيء عرب بني هلال أمر مستحيل”. (ر.هنا)
أما عن المصامدة الأصليين الذين كانوا يسكنون بلاد دكالة قديما يقول في وصفهم أبو سعد السمعاني {1113-1166م} في كتابه «الأنساب» : “ المصامدة وهم رجال بأقصى المغرب لهم بلاد كثيرة يقال لها بلاد المصامدة وهم قوم سود طوال حافظون لكتاب الله “. (راجع هنا)
وعليه فإن المصامدة الأصليين كانو سود البشرة طوال القامة ناصرين لدين الله تعالى، وسواد المصامدة الأصليين مجمع عليه تاريخيا.
إن أول من أطلق مصطلح دكالة هو الإدريسي في نزهة المشتاق، وهي كلمة إستعملها لوصف الإقليم وليس السكان وبالتالي فمدلول الكلمة أصلا جغرافي وليس عرقي. (راجع مجلة دعوة الحق العدد 220 لوزارة الأوقاف هنا )
وإذا تمعنا في أصل كلمة دكالة سنجدها عربية صرفة فأصلها كلمة دكلة بفتح دال وتعني الإعتزاز والتفاخر، ويقول العرب الدَّكَلَةُ وهم : القومُ الذين لا يُجِيبُون السُّلْطان من عِزّهم.
جاء في الغريب المصنف :
المراجع القديمة في أصل قبائل دكالة
إن المراجع التاريخية القديمة والحديثة تؤكد عروبة قبائل دكالة الحالية وخاصة منذ عهد بني مرين، فنجدالحسن الوزان الملقب بليون الإفريقي (1488-1554م)، يذكر في كتابه وصف إفريقة :
وإلى جانب ماسلف نجد كذالك العلامة المختار السوسي (1900-1963م)، يحيل بشكل صريح على عروبة قبائل دكالة الحالية في كتابه المعسول قائلا :
أما بخصوص المراجع الأجنبية التي تناولت دراسة التكوين البشري لدكالة نذكر على سبيل المثال :
أولا : مرجع الدكتور أكبر صلاح الدين أحمد، أكاديمي باكستاني أمريكي، قام بالتدريس في جامعة هارفرد الأمريكية وبرينستون، وهو يتولى اليوم كرسي ابن خلدون للدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية، يقول في كتابه( Islam in Tribal Societies)، الصفحة 87، حول قبائل دكالة :
ثانيا : القبطان جيمس رايلي (1770م)، هو رحالة ومستكشف أمريكي من أهل القرن الثامن عشر ميلادي، أسر هو وطاقمه في رحلته للصحراء الافريقية بعد تحطم سفينته في سواحل الصحراء المغربية، فقبض عليه عرب أولاد أبي السباع الذين سيقضي معهم مدة ويتعرف على أحوالهم، وعلى باقي أحوال عرب الصحراء والمغرب بعد جولانه معهم فيه ومن المناطق التي زارها بلاد عبدة ودكالة، وعنها وسكانها يقول ؛
ثالثا : مرجع إدوارد ويسترمارك (Edward Westermarck)، وهو فيلسوف وعالم اجتماع فنلندي ولد سنة 1862م، درس تعدد عادات وتقافات قبائل المغرب بين العرب والبربر في كتابه المعنوت ب(Ritual and Belief in Morocco)، يقول فيه عن منطقة دكالة :
ثالثا : مرجع رجل الأعمال البريطاني جيمس جراي جاكسون (JAMES GREY JACKSON )، من أهل القرن الثامن عشر ميلادي، أقام في المغرب مدة ستة عشر سنة، جاب فيها كل منطقة من بلاد المغرب ونزل ضيفا على قياد البلاد وعلى السلطان العلوي سيدي محمد بن عبد الله رحمه الله، وقد أعد كتابا وصف فيه المغرب وصفا دقيقا قبليا وجغرافيا سنة 1809م، عنوانه ” An Account of the Empire of Morocco and the Districts of Suse and Tafilelt” ، ويقول فيه عن دكالة أنها منطقة عربية فجاء في كتابه :
” على بعد أربعة وأربعين ميلاً إلى الجنوب من دار البيضاء ، تقع بلدة أزامور، في إقليم دكالة العربي “.
قبيلة اولاد فرج : يرجع أصل القبيلة إلى عرب بني هلال، فهم أبناء فرج بن توبة بن عطاف بن جبر بن عطاف بن عبد الله بن دريد بن أثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال.
قبيلة اولاد بوعزيز : وينتسبون إلى عرب بني هلال، فهم أبناء عزيز بن محمد بن عبد الله بن علي من بني قرة بن عمرو بن عبد مناف بن هلال، يقول إبن خلدون ؛ ” فأما بنو قرة منهم فبطن متسع إلا أنهم مفترقون في القبائل والمدن وحدانا، وبنو على رئاسة فيهم وهم: عبد الله بن علي وبنوه محمد وماضي بطنان ، وولد محمد عنان وعزيز بطنان “. (راجع هنا) وتدخل في أولاد بوعزيز فرقة من عرب الحياينة من بني معقل. وقد كانت النصوص البرتغالية تذكر قبيلة أولاد بوعزيز « بعرب أزمور » . راجع كتاب دكالة والإستعمار البرتغالي هنا
قبيلة اولاد عمرو: وتنتسب إلى عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال، يقول إبن خلدون ؛ “ويلحق بهؤلاء الأثبج العمور، وغلب على الظن أنهم من ولد عمرو بن عبد مناف بن هلال إخوة قرة بن عبد مناف، وليسوا من ولد عمر بن أبي ربيعة بن هلال “. (راجع هنا)
قبيلة أولاد بوزرارة : قبيلة عربية معقلية، ذكرهم صاحب الإستقصا بقوله “أولاد جرار وأولاد مطاع وزرارة والشبانات وكلهم من عرب المعقل “. راجعه هنا
قبيلة العونـات : وتقع بشرق اقليم الجديدة، ويرجع أصل اسمها الى جدها الأول عون من بني هلال، وفي كتاب إبن خلدون فهو من بني سليم بحيث يقول ؛ “وفي جملتهم أيضا عون بن يحيى بن طالب بن مهلهل من الكعوب أحد شعوب بني سليم ” (راجع هنا)، وقد استقرت بمجالها الحالي منذ أوائل الهجرات العربية في عهد الموحدين. وقد أدخل عليها السلطان العلوي مولاي اسماعيل أحلاف إدريسية.
” العونات إحدى القبائل العربية الهلالية الكبرى بدكالة “.
قبيلة الحوزية : إتحاد قبلي عربي يضم عرب معقل، والأشراف الادارسة نقلهم السعديين لدكالة منهم أبناء دليم وتكنة والأوداية. راجع كتاب المقاومة المسلحة هنا
قبيلة أولاد عمران : تنتمي إلى عمران بن منصور بن محمد بن معقل، فهم من ذوي منصور بن معقل وعرفوا بالعمارنة، يقول العلامة الكانوني ؛ “ومن العمارنة كما في زهر البستان – القبيلة التي بين سلا ومكناسة الزيتون والقبيلة التي في طرف دكالة مما يلى مراكش، وهم أولاد عمران الذين في عداد دكالة البيضاء الآن “. (راجع كتاب أسفي للكانوني ص37)