هو العلامة المحدث، واللغوي الشهير، والأديب البارع، والشاعر الفحل، والرحالة المغربي الرائد: الشيخ السلفي الدكتور محمد التقي -المعروف بـمحمد تقي الدين-؛ بن عبد القادر الهلالي، (نسبة إلى هلال الجد الحادي عشر)،
ولد سنة 1311هـ / 1892 م.بالفيضة القديمة وتسمى «الفرخ» على بضعة أميال من الريصاني، والأصل قرية أولاد عبد القادر في «الغرفة» من أرض سجلماسة المعروفة بتافيلالت من المملكة المغربية.
وقد ترعرع في أسرة علم وفقه؛ فقد كان والده وجده من فقهاء تلك البلاد فقرأ القرآن على جده ووالده فحفظه وهو ابن اثنتي عشرة سنة،
ومن أجلّ من لقي من علماء فاس وأكثرهم تأثيرا في أحواله واتجاهه في طلب علوم الكتاب والسنة: العالم المحقق شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي رحمه الله عليه، الذي جرت بينه وبينه مناظرة غيرت مجرى حياته
حصل الطالب الهلالي على إجازة من جامع القرويين عادلتها جامعة «بون» الألمانية بالشهادة الثانوية «الباكلورية».
ثم سافر إلى القاهرة فالتقى ببعض المشايخ؛ من أمثال: الشيخ عبد الظاهر أبو السمح، والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ محمد الرمالي وغيرهم، كما حضر دروس القسم العالي بالأزهر.
ومكث بمصر نحو سنة يدعو إلى الله تعالى ويشرح عقيدة السلف وينتقد الشرك والإلحاد.
إقرأ أيضا:محمد المختار السوسي واللغة العربيةوبعد أن حج توجه إلى الهند لينال بغيته من علم الحديث؛ فالتقى علماء أجلاء فأفاد واستفاد؛ ومن أجل العلماء الذين التقى بهم هناك: المحدث العلامة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري صاحب “تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي “، وأخذ عنه علم الحديث، وأجازه.
ثم سافر إلى السعودية مرورا بمصر؛ حيث أعطاه السيد محمد رشيد رضا توصية وتعريفاً إلى الملك عبدالعزيز آل سعود قال فيها: “إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه“.
فبقي في ضيافة الملك عبد العزيز بضعة أشهر إلى أن عين مراقبا للتدريس في المسجد النبوي وبقي بالمدينة سنتين، ثم نقل إلى المسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي بمكة وأقام بها سنة واحدة.
وبعدها جاءته رسائل من إندونيسيا ومن الهند تطلبه للتدريس بمدارسها، فرجح قبول دعوة الشيخ سليمان الندوي رجاء أن يحصل على دراسة جامعية في الهند، وصار رئيس أساتذة الأدب العربي في كلية ندوة العلماء في مدينة لكنهو بالهند حيث بقي ثلاث سنوات تعلم فيها اللغة الإنجليزية ولم تتيسر له الدراسة الجامعية بها.
وأصدر باقتراح من الشيخ سليمان الندوي وبمساعدة تلميذه الطالب مسعود عالم الندوي مجلة “الضياء”.
إقرأ أيضا:أبو موسى المدينيوبعد ذلك سافر إلى جنيف بسويسرا وأقام عند صديقه أمير البيان: شكيب أرسلان.
وكان يريد الدراسة في إحدى جامعات بريطانيا فلم يتيسر له ذلك، فكتب الأمير شكيب رسالة إلى أحد أصدقائه بوزارة الخارجية الألمانية يقول فيها: “عندي شاب مغربي أديب ما دخل ألمانيا مثله، وهو يريد أن يدرس في إحدى الجامعـات، فعسى أن تجدوا له مكانا لتدريس الأدب العربي براتب يستعين به على الدراسة“.
وسرعان ما جاء الجواب بالقبول، حيث سافر الشيخ الهلالي إلى ألمانيا وعين محاضراً في جامعة “بون” وشرع يتعلم اللغة الألمانية، حيث حصل على دبلومها بعد عام، ثم صار طالباً بالجامعة مع كونه محاضراً فيها.
وفي تلك الفترة ترجم الكثير من الألمانية وإليها.
وبعد ثلاث سنوات في بون انتقل إلى جامعة برلين طالباً ومحاضراً ومشرفاً على الإذاعة العربية التي اتخذها منبرا لنقد الاستعمار ومقاومة الاحتلال الفرنسي للمغرب.
وفي سنة 1940م قدم رسالته للدكتوراه، والتي فنّد فيها مزاعم بعض المستشرقين حول الأدب العربي؛ من أمثال: مارتن هارثمن، وكارل بروكلمان.
إقرأ أيضا:الشيخ الدكتور سعيد الكملي من قطر: ندوة “تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب”في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م أصيبت الأمة الإسلامية بفاجعة فقد هذا العلَم الكبير من أعلام الدعوة والإصلاح.
وذلك بمنزله في مدينة الدار البيضاء بالمغرب.
سيرة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي