بحوث في علم الجينات

علم الجينات يهدم خرافة الأمازيغية والعرق النقي

علم الجينات يهدم خرافة الأمازيغية والعرق النقي

آخر دراسة جينية تؤكد بعد : إكتشاف أقدم جينات (لسكان أصليين) في شمال إفريقيا …. “الأمازيغ المزعومون (بربر) ليسوا أقدم سكانها” – une étude génétique prouve : Les berebers ne sont pas les autochtones du nord africain

في دراسة جينية جديدة، صدرت ( 15 مارس 2018 ) أقل ما يقال عنها، أنها ستعيد كتابة كل كتب التاريخ التي تحكي عن أصول سكان شمال إفريقيا.. كل المعلومات التي درست لنا وكررت على مسامعنا سيعاد النظر إليها من جديد.

أعلن رسميا في دراسة نشرت يوم أمس لمجموعة من 17 عالم في الجينات يترأسهم العالم الألماني Loosdrecht حملت عنوان :

أعلن فيها

عن نتائج الحمض النووي لسبعة أشخاص عاشوا قبل 15 ألف سنة في شمال افريقيا، وتعتبر أقدم رفات لإنسان معاصر تم العثور عليها لحد الآن وهي بلا ريب تمثل جينات ( أجداد السكان الأصليين) لشمال افريقيا ، تم إيجاد رفاتهم في كهف تافوغالت شمال شرق المغرب بالقرب من وجدة … و كانت نتائجها صادمة كليا.

فقد توقع العلماء أن يجدوا جينات أصحابها ( هؤلاء الرجال الذين عاشوا قبل 15 ألف سنة ) تحمل جينات السلالة الجينية الخاصة بجينات المتمزغين الحاليين ( بإعتبار أنهم سكانها الأوائل ) وهي السلالة E-m183 التي تنحدر من السلالة E-m81 التي تنحدر بدورها من السلالة الأم الافريقية E-m35.

إقرأ أيضا:إنسان إيغود والبشر المعاصرين

لكن النتائج كما ذكرنا خيبت توقعات كل العلماء المشاركين في الدراسة.

فلم تخرج ولا نتيجة واحده من أولئك الأسلاف القدامى على الجينات الذكورية التي يحملها اليوم المتمزغين المعاصرون، بل خرجت كل النتائج على سلالات تنتشر اليوم ( ثقلها وأغلبية ساحقة من حامليها ) في شرق افريقيا.

أي يتواجدون خارج شمال افريقيا ( وليسوا أمازيغ).

وكانت كالتالي :

كل النتائج على السلالة E-m78 التي تنتشر اليوم في شرق إفريقيا

– العينات رقم TAF010, TAF011, TAF013, TAF014 كلها على السلالة E1B1B1A1 أو ما تعرف بالتحور E-M78.

– أما العينة رقم TAF009 : على التحور E1B1B1A1B1 أو V13 وهي السلالة الفرعية من E-m78 التي تنتشر في دول البلقان

– أما العينة السادسة رقم TAF015 : فجاءت على التحورE1B1B1 أو مايعرف بـ E-M215

ولم يستطيعوا اجراء المزيد من الفحوصات على هذه العينة بسبب تلوث في محتوياتها النووية بنسبة تزيد عن 10% راجع لتعرضها للرطوبة والضغط لآلاف السنين فيصعب عليهم إتمام الفحوصات للتحورات السفلية.

إقرأ أيضا:دراسة جينية عن سكان الشاوية ورديغة تادلة تؤكد عروبة المغاربة

والمفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد ، بل أجريت مقارنة جينية بين هذه العينات ( التي تمثل رفات مكتشفة لأقدم سكان عاشوا لحد الآن في شمال افريقيا ) مع جينات 72 مجتمع عالمي من مجتمعات قديمة ومعاصرة من مختلف مناطق العالم بالتحديد ( من مجتمعات المتمزغين المحلية و من مجتمعات من جنوب الصحراء وشرق أفريقيا ، ومن المشرق العربي ومن أوروبا ) لتحديد من هي أقرب الشعوب القديمة والمعاصرة لجينات أقدم سكان عاشوا في شمال افريقيا، وللتأكد من هويتهم ومن أين جاء هؤلاء السكان الأصليين لشمال افريقيا قبل 15 ألف سنة …

ومن الجدير بالذكر أن هذه العينات تنتمي للثقافة الايبرومورزية = تسمى أيضا الإيبيروموريسية، الوهرانيون أو الأوشتاتيون، التي كانت منتشرة في شمال افريقيا و يتراوح عمره (هؤلاء الرجال) بين 15,100 و 13,900 سنة قبل زمنا الحاضر … وكان هناك تسائلات عند العلماء عن مؤسسي هذه الثقافة، من أين جاؤوا ؟ وكانت معظم الأطروحات تميل لإعتبارهم وافدين على شمال افريقيا من جزيرة ايبيريا (اسبانيا ) ولهذا حملت هذه الحقبة إسمهم ..وفرضية ثانية بأن لمؤسسى هذه الثقافة أصول من جنوب الصحراء …أو هم من بقايا سكان العصر الحجري ( الإنسان الحجري ) … لكن كل هذه الأطروحات فُندت

إقرأ أيضا:تعرف على المنصة العربية: نعم للعربية ولا للفرْنسَة

أماكن انتشار الثقافة الايبورومسية و الثقافة العاترية

أماكن انتشار الثقافة الايبورومسية و الثقافة العاترية

تبين بعد المقارنة الجينية ، أن أقرب الجينات المشتركة ( للإيبيروموريسين ) = أقدم سكان عاشوا في شمال افريقيا قبل 15 ألف سنة ، هي جينات من المشرق العربي ومن شرق افريقيا ، و بالتحديد جينات أكتشفت في رفات قديمة عثر عليها في الأردن تمثل الثقافة النطوفية ( اسم لثقافة قديمة نسبة إلى وادي النطوف شمال غربي القدس في فلسطين).

ما يؤكد أصول مشتركة ما بين النطوفيين (سكان ساحل الشام) و الايبوروسيين (أقدم سكان في شمال افريقيا ).

بينما تم إثبات أن الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى (خصوصا منطقة هازدا في تنزانيا ) كان لهم ثاني تأثير بعد النطوفيين في جينات جثث إيبيروموريسين، ما يدل أن بعضا منهم له أصول مشتركة مع أفارقة من جنوب الصحراء،كما وضحت قرب جيني ما بين جينات الإيبيروموريسين ( أقدم سكان شمال افريقيا )وبين جينات تجمعات من شرق إفريقيا.

فقد أشارت الدراسة أن رفات تافوغالت تتشارك نسبة 36% من الأليلات Alleles مع الافارقة في غرب افريقيا ممثلة بقومية الYoruba و الشرق افريقيين ممثلة بقومية الHadza.

وتعتبر هذه أول دراسة علمية :

تفند ( تقضي ) بالدليل العلمي (الجينات ) على فرضية الأصول الأوربيية للايبوريسيون (أقدم سكان في شمال إفريقيا ) ، وتصححها و تربطها بأصول مشتركة مع المشرق العربي وجنوب الصحراء الكبرى حسب ما وضحته جينات الإيبوريسيون (الوهرانيون القدامى) أقدم سكان لشمال افريقيا.

ترجمة نصية لكلام العلماء :

“”” تعد شمال إفريقيا منطقة رئيسية لفهم التاريخ البشري ، لكن الأصول التاريخية الجينية لشعبها غير معروفة إلى حد كبير. نقدم بيانات الجينوم(جينات) لسبعة أشخاص من الانسان المعاصر القديم أعمارهم 15000 سنة من المغرب ينتسبون إلى الثقافة الإيبروموروسية. نجد تقاربًا وراثيًا( جد جيني مشترك) مع الشرق الأوسط(المشرق العربي) منذ العصر الهولوسيني ، وبالتحديد مع جينات قديمة من الثقافة النطوفية المشرقية ، مما يوحي بوجود علاقة ما قبل الزراعة بين أفريقيا والشرق الأوسط. كما لم نجد دليلاً على تدفق الجينات (هجرات ) من الأوروبيين من العصر الحجري القديم إلى إفريقيا الشمالية المتأخرة في العصر البليستوسيني. يستمد أفراد كهف تافوغالت ثلث أصولهم من الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى ، وأفضل ما يقابله مزيج من المكونات الجينية المحفوظة في غرب وشرق أفريقيا الحاليين. وهكذا ، نقدم دليلاً مباشراً على التفاعلات الجينية بين البشر المعاصرين عبر إفريقيا وأوراسيا(آسيا+أوربا) في العصر البليستوسيني. “””

أما القرب الجيني مع النطوفيين ( المشارقة ) فكان بالتحديد مع السلالة الشقيقة E-m123 التي هي شقيقة السلالة E-m78 المكتشفة في جينات للإيبيروموريسين (أقدم سكان شمال افريقيا ) مرجحة علاقة جينية مشتركة بالمشرق ، كما تم تواجد 3سلالات للإيبيروموريسين في جينات رفات النطوفيين في الأردن.

وأكدت أن جينات الإيبيروموريسين (أقدم سكان شمال افريقيا) تتشارك في الأصول الجينية المشتركة مع النطوفيين( المشارقة ) بما نسبته 63 بالمئة (في المرتبة الأولى ) ثم تأتي بعدها جينات جنوب الصحراء الافريقيية بنسبة 37 بالمئة بينما فندت الأصول الأوربية القادمة من اسبانيا للأيبيروموريسين ما يؤكد العلاقة الكبيرة بالمشرق العربي منذ آلاف السنين ( قبل 15 ألف سنة من اليوم )

يعني هذا أن كلا من الحضارة الايبيريسية في شمال افريقيا و الحضارة النطوفية في ساحل الشام (المشرق العربي) ينتميان لأصل (جيني) –و سلف — مشترك

كما أكدت الدراسة كخلاصة لها أن الهجرات ما بين المشرق وشمال افريقيا ، كانت أكثر من الهجرات ما بين أوربا و شمال افريقيا، عكس الاعتقاد السابق لدى علماء الجينيات الذين كانوا يعتقدون أن قرب شمال افريقيا لأوربا عرضها لهجرات ( منها وإليها ) من أوربا أكثر من المشرق العربي (الشرق الأوسط)… وهو ما يؤكد علاقة سكان شمال افريقيا بالمشرق العربي منذ أكثر من 15 ألف سنة حسب وصف علماء الجينات .

أما عن السلالة الأموية ( للإييبوروميسيين ) لأقدم سكان شمال افريقيا.

وبعد فحص هذه الجثث للتأكد من الهوية الجينية لأمهاتهم ، تبين أن 6 عينات تحمل جينات السلالة الأنثوية U6 وواحدة السلالة M1 وهما سلالتين تتواجدان بكثرة في شمال افريقيا وغالبا ما تم تقديمهما أنهما السلالتين للنساء الأصليات لشمال افريقيا ، أكدت الدراسة أن أصول هاتين السلالتين جاءتا من المشرق ( أصل مشرقي ) في هجرة معاكسة ( كانتا قد خرجتها من افريقيا ثم عادتا إليها ) واستقرتا في شرق وشمال افريقيا وتواجدهما في عينات كهف تافوغلت دليل على هجرة قديمة جدا بدأت مع بداية حقبة الثقافة الايبوروسية ( تسمى أيضا الثقافة الوهرانية)

الخلاصة : تعتبر جينات هذه الرفات من كهف تافوغالت شمال شرق المغرب هي الأقدم على الإطلاق ليس فقط في شمال افريقيا بل في كل القارة الافريقية و هي تمثل سكان محليين عاشوا قبل 15 ألف سنة ، وجيناتهم هي جينات مجتمعات أصلية قديمة لشمال إفريقيا بلا أدنى شك وريب

و بهذا ينسدل الستار بشكل شبه-نهائي عن الجدل العقيم حول أصل أول من سكن شمال إفريقيا ، وهي نتائج ستحدث ثورة فكرية في تاريخ شمال افريقيا ، فلا واحدة من نتائج هؤلاء ( أقدم سكان شمال افريقيا قبل15 ألف سنة ) على السلالة الجينية المنتشرة اليوم لدى الامازيغ E-m183 ما سيعيد طرح قضية : من هم السكان الأصليين لشمال إفريقيا ؟

ومن ذلك تسليط الضوء على ما تحدث عنه ابن خلدون في كلامه عن تعمير هذا الشمال بوصفه للبربر بمصطلح ( الأمة الثانية ).

وصف ابن خلدون للبربر بالأمة الثانية :

وشرح ذلك الشيخ مبارك الميلي في كتابه ( تاريخ الجزائر العام ) بإن بن خلدون قصد أن هناك من سبقهم في سكناها واندثرت أخبارهم ( فهم أول المجتمعات الحديثة المعروفة لكنهم ثاني المجتمعات بعد مجتمع أصلي أقدم منهم اندثر خبره أو ارتحل عنها ) وهذا البحث الجيني سيعيد حتما قراءة تاريخ ( تعمير ) شمال افريقيا من جديد بعيدا عن النظريات الشائعة حاليا.

ومن المفاجآت الجديدة التي جاء بها هذا البحث الجيني : هي نقطة السلالة M78 و فروعها في شمال و شمال غرب افريقيا وتواجد كل من فرعيها.

( Ev13 ) الذي يتنتشر اليوم بكثرة في جينات دول البلقان ( شرق أوروبا ) و ( Ev65 ) الذي ينتشر في الدول العربية خصوصا في ليبيا يدل على أن المجتمع الأصلي لشمال افريقيا قبل 15 ألف سنة كان مجتمع متعدد الأعراق.

ونذكر أيضا أنها حسمت النقاش حول أصول السلالة الفرعية E-V65.

حيث ساد مؤخرا الكثير من الجدل حول أصل هذا الفرع الذي مازال ينتشر في ليبيا على غرار بقية إخوته من M78 والتي تنتشر معظمها في شرق افريقيا … و شكك البعض بكون هذا الفرع شمال افريقي….واعتبروه دخيل من مصر، بينما ظهور نتيجة من رفات كهف تافوغالت بشمال شرق المغرب تحمل جيناته يدل أنه فرع أصلي قديم جدا في شمال افريقيا ( أكثر من 15 ألف سنة ) وأنه أقدم تواجدا حتى من الفرع الجيني الطاغي في جينات المتمزغين المعاصرين E-m183 من Em81 عكس السلالة E-m183 التي عمر جدها الجيني حديث جدا لا يتعدى ألفين سنة فقط ، و هو يدل أيضا على حدوث انفجار سكاني للأمازيغ (المعاصرين ) في عصر حديث جدا وأنهم مجتمع خلف ( جاء بعد ) مجتمع قديم كان يحمل جينات السلالة E-m78 ولعله راجع لانحياز قد تم (هجرات تاريخية لم تذكر ) للسلالة الأقدم في شمال افريقيا E-m78 وتوجهها لمناطق جديدة كشرق افريقيا الذي تمثل فيه اليوم أكبر سلالة جينية في جينات سكانه من الصومال إلى مصر وليبيا.

رابط الدراسة :

https://www.science.org/doi/10.1126/science.aar8380?fbclid=IwAR1OlB433K1p9mknxVoYh2B04iokXaTgPQypubaEb8yji6FBofKbBKz-x18

السابق
قلوبهم قلوب أعاجم!
التالي
لايوجد عرق بربري في شمال افريقيا بل هي مخلفات تجمعات لغوية ليست عرقية

اترك تعليقاً