من الشُبه المثارة حول بعض اللهجات العربية العامية (في حالتنا الدارجة المغربية)، نجد البعض يريد نسبة هذه اللهجات للغات أخرى، تارة فارسية وتارة عبرية والبعض الاخر ذهبا أبعد من ذلك وأراد نسبتها للغات حديثة كالفرنسية أو الإنجليزية، والبعض الاخر يريد نسبتها حتى للغات تمت مَعيرتها قبل بضعة عقود فقط مثل الأمازيغية !!
وهذا كُله لا أساس له، إذ تجده يترك الجانب العربي من اللهجة الدارجة/العامية والذي يعتبر أساسها ويشكل نسبة ساحقة منها، ثم يلهث خلف استثناءات طارئة مثل كلمات أعجمية يستخدمها العرب في دوارجهم لأسباب طبيعية جدا (تعرضهم للاحتلال الأجنبي، سفر وتواصل مع مجتمعات غير عربية مما تسبب في تسرب كلمات من بلدان أخرى للهجاتهم، وصول منتجات لم تكن متداولة عندهم فاعتمدوا اسمها الأعجمي.. الخ).
ولكن من السخيف حقا أن يأتي أحدهم ويحاول الالتصاق بعلة سخيفة مثل قوله “لا يوجد مثنى في الدارجة” !!
ولما تطلب منه مثالا يقول لك: “زوج سراول” سروالين !
يا سبحان الله، ومتى كانت الشعوب أصلا تستخدم المثنى بشكل اعتيادي سواء عند العرب أو غيرهم؟
ثم إن هذا هذا أسلوب عربي خالص فأين الاستشكال؟
نقول مثلا “زوج سراويل” للإشارة إلى اثنين من السراويل.
الأكثر من ذلك، هناك فعلا حالات استخدام للمثنى في الدارجة على قلتها (ونفس الشيء في عموم اللهجات العربية) بالصيغة المعيارية السالفة الذكر (“سروالين” مثالا).. مثلا: يوماين (أو “يومين”.. مثنى يوم).
مثال في جملة: يوماين/يومين هادي باش جيت من مراكش.
(وقس عليها أمثلة مشابهة: يومين، عامين، شهرين.. الخ وغيرها، مثل قولنا: عبرلي وقيتين (الأوقية وحدة للقياس)، أو جوجتاين ديال البلغة..).
عموما، وعند النظر إلى علامات الإعراب الحرفية كالواو والياء والألف في المثنى والجمع والأسماء الستة نجد ظهور قانون سيادة الحالة الإعرابية الواحدة فالمثنى والجمع السالم لزما الياء في كل أحوالهما والأسماء الستة لزمت الواو في بعض العاميات والألف في أخرى وهذا دليل على زوال مدلولها الإعرابي في هذه العاميات.. لكنها تظل عربية بكل حال.
مُلاحظة: هذا لا يعني أننا نُقر استخدام العامية بدل الفصحى، بل الأصل هو الاستمرار في محاولة الارتقاء بالشعوب للفصيح لا العكس.
نستمر بحول الله #لا_للفرنسة