عن أستاذ اللسانيات Abdelmajid Jahfa
فَكْرونْ
“الْفَكْرونْ” هو السلحفاة.
وقد تُطلَق كلمة “الفَكْرون” على الصخر شديد الصلابة. يقال: “هادْ لَرْضْ كُلّْها فَكرونْ”؛ يقولها مَن يشير إلى صلابة الأرض عند الحفر، مثلاً.
جاء في “المخصص” لابن سيده في باب الآباء: “والسلحفاة تكنَّى أبا فكرون” (ج13، ص 180). وتُضفي اللاحقةُ “ـون” على الكلمة ما يوحي بالعلَمية، خاصة وأنها من أسماء الآباء (أبو فكرون). وهي اللاحقة التي نعثر عليها في كثير من أسماء الأشخاص: خلدون زيدون، عبدون..
“أبو فكْرون” من أسماء الآباء، وما يرد بعد “أبو” يكون السمة المميزة التي دعت إلى هذا النوع من التسمية. فما سمة السلحفاة المميِّزة؟ ما يميِّز “أبا فكرون” هو “الفكرون”: الغطاء الصلب القاسح الذي يغطيه، وهو درعه.
معنى الصلابة والتغطية والدِّرع هذا، نجده في معنى مادة “ك ف ر”. ويمكن أن نفترض، بناء على ذلك، وقوعَ قلب مع الاحتفاظ بالمعنى (مثل جبذ وجذب): الكَفْرون (الغطاء الصلب) قُلبَت وصارت فَكرون.
جاء في “لسان العرب”: الكافِرُ: الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه. وكلُّ شيء غطى شيئاً، فقد كفَرَه. وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن السكيت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر. وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه وكلُّ ما غَطَّى شيئاً، فقد كَفَره.
ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح: داخل فيه. والـمُتَكَفِّرُ: الداخل في سلاحه. والتَّكْفِير: أَن يَتَكَفَّرَ الـمُحارِبُ في سلاحه.