من أطباء الأندلس يحيى بن يحيى المعروف بابن السمينة من أهل قرطبة، قال القاضي صاعد بن أحمد بن صاعد، في كتاب التعريف في طبقات الأمم أنه كان بصيرًا بالحساب والنجوم والطب، متصرفًا في العلوم، متفننًا في ضروب المعارف، بارعًا في علم النحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والفقه والحديث والأخبار والجدل، وكان معتزلي المذهب، ورحل إلى المشرق، ثم انصرف وتوفي سنة خمس عشرة وثلثمائة.
رحل إلى المشرق في العام الذي رحل فيه طاهر بن عبد العزيز، فمال إلى كتب الحجّة، ومذاهب المتكلمين. وانصرف إلى الأندلس، فأصابه النِّقرس، فكان ملازمًا لداره، مقصودًا من ضُروب الناس. وكان يعلن بالاستطاعة، أخذ ذلك عن خليل بن عبد الملك، وروى عنه كتاب التفسير المنسوب إلى الحسن.
توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة”.
قلت: وذكره ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس وذكر رجالها (ضمن رسائله 2/ 186)، في سياق ذكره للمعتزلة النُّظَّار في أصول الاعتزال المصنّفين فيه.
وقال صاعد الأندلسي في طبقات الأمم (161 – 162): “كان بصيرًا بالحساب والنجوم والطب، متصرفًا في العلوم، متفنّنًا في ضروب المعارف، بارعًا في علم النحو واللغة والعروض ومعاني الشعر والفقه والحديث والأخبار والجدل، وكان معتزلي المذهب”.