التعليم

الأخطاء المرتکبة في مقررات اللغة العربیة

الأخطاء المرتکبة في مقررات اللغة العربیة

بسم الله الرحمن الرحیم
هذا مقال للأستاذ میلود الجملي ، أستاذ الثانوي الإعدادي منذ 2001 ، المدیریة الإقلیمیة الصویرة ،/ خریج کلیة اللغة العربیة بمراکش.

من الأمور التي تستفز مدرس اللغة العربیة أن تکون المقررات الدراسیة هزیلة المحتوی ، لکن الأکثر استفزازا أن تکون ملیٸة بالأخطاء !!.
هل یمکن أن تُرتکب مثل تلک الأخطاء في مقرر للفرنسیة ? طبعا یستحیل ذلک . ولماذا یُعاد طبع المقررات کل سنة ، ولم تُصحح تلک الأخطاء منذ عشرین سنة !!? .
في کتاب ( المفید في اللغة العربیة ) للأولی إعدادي ، والذي تعاون علی تألیفه سبعة مٶلفین ! في درس بعنوان ( أسماء الإشارة ) الصفحة 159 نقرأ في الاستنتاج مایلي :….أولاء وأولو وأولات للجمع المذکر والمٶنث !!!. وهذا خطأ شنیع . والصواب : أولاء للجمع المذکر والمٶنث ، أما أولو وأولات فلا علاقة لهما بأسماء الإشارة إطلاقا . وهما لفظان ملازمان للإضافة فالأول ملحق بجمع المذکر السالم والثاني ملحق بجمع المٶنث السالم .
في الصفحة 118 من الکتاب نفسه نص بعنوان المتشرد . نقرأ العبارة التالیة في الفقرة الأولی :…. کان المارة الآن یدوسون العشب الأخضر …
حتی التلامیذ انتبهوا إلی التناقض بین الفعل کان الدال علی الماضي وبین الظرف الآن الدال علی الحاضر !!.
وفي الصفحة 140 من الکتاب نفسه نص بعنوان الأصدقاء الجدد حیث نقرأ ما یلي : لا تکاد تمر فترة قصیرة علی وجبة الغذاء… بالذال المعجمة . والصواب وجبة الغداء بالدال المهملة ، لأن الغذاء بکسر الغین وإعجام الذال هو کل طعام یغذي الجسم ولا علاقة له بوقت معین .
وفي الصفحة 154 من الکتاب نفسه نص بعنوان وداعا أیها الکروان . نقرأ في أوله : أولُ ما سکنتُ… برفع کلمة ( أول ) والصواب نصبها لأنها ناٸب عن ظرف الزمان وهو مضاف ، والمصدر المٶول من ( ما الظرفیة المصدریة والفعل سکنت بعدها ) في محل جر مضاف إلیه .
وفي الصفحة 200 نص بعنوان زریاب في الأندلس ، في معرض الحدیث عن حسد إسحاق الموصلي وتهدیده لتلمیذه زریاب بالموت إن لم یخرج من بغداد نقرأ العبارة التالیة : … فخلا به وسأله البقاء في بغداد ومن تم تعریض حیاته للهلاک أو الذهاب في أرض الله فینجو بحیاته …
وهذا خطأ تعبیري شنیع ! کیف یسأله البقاء ببغداد وتعریض حیاته للهلاک ??.
وطبعا هذا من تصرف المٶلفین ، لأن العادة عندهم أن یربطوا بین النص القراٸي والدرس اللغوي الذي بعده ، فیتصرفون في النص القراٸي بتطبیق بعض قواعد الدرس اللغوي علیه ، والدرس اللغوي اللاحق لهذا النص هو الأفعال المتعدیة إلی مفعولین لیس أصلهما المبتدأ والخبر ، ومن بین هذه الأفعال ( سأل ) التي بمعنی طلب . لذلک حاولوا التصرف في النص بترکیب جملة تحتوي علی هذا الفعل لکنهم للأسف استعملوه في غیر موضعه وأفسدوا المعنی والتعبیر .
وفي کتاب المختار في اللغة العربیة للسنة الثالثة إعدادي في درس لغوي بعنوان الإضافة نقرأ في استنتاجه الوارد في الصفحة 121 : .توجد ألفاظ تلازم للإضافة إلی الجمل وهي : إذ حیث لما من منذ …
وهذا خطأ قبیح ، حیث اعتبر المٶلفون ( من ) من الأسماء الملازمة للإضافة ، وهي لا تقبل الإضافة نهاٸيا ! (من) یمکن أن تکون اسم شرط أو اسم استفهام أو اسما موصولا ، ولا تأتي إطلاقا مضافة لا إلی المفردات ولا إلی الجمل .

وفي نص من الکتاب نفسه نص بعنوان مدرسة الحیاة نقرأ في الصفحة 117 ما یلي لکن رب ضارةِِ نافعةِِ بجر کلمة نافعة ، والصواب رفعها لأنها خبر . رب حرف جر شبیه بالزاٸد / ضارة مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا / نافعةُُ خبر مرفوع ولیس هناک ما یدعو إلی جره .
وفي الصفحة 123 من الکتاب نفسه نص بعنوان الکادح نقرأ ما یلي مشت السنونُ علیه… بضم النون من کلمة سنون ، والصواب فتحها لأن الکلمة ملحقة بجمع المذکر السالم ، ونون جمع المذکر السالم و الملحق به تأتي داٸما مفتوحة .
وأکتفي بهذه الأخطاء ، وهي لا تقتصر علی هذین الکتابین . والسٶال : لماذا یعاد طبع المقررات منذ عشرین سنة دون أن یتم تصحیح أخطاٸها ?
والجواب عن هذا السٶال نجده في کتاب المختار في اللغة العربیة ، حیث نجد في الصفحة 55 نصا بعنوان حوار عجیب ، وهو من النصوص النادرة التي تتطرق إلی القضیة الفلسطینیة ، بعد أن تم تفریغ المقررات من کل ما له علاقة بهذه القضیة ومن کل ما یدعم الهویة الدینیة واللغویة . هذا النص یتحدث عن جندي إسراٸيلي یفتخر أمام أسرته بقتل الأطفال الفلسطینیین . یبدأ النص هکذا: ها هو حاییم الجندي الإسراٸيلي یعود ….
هذا طبعا في الطبعات القدیمة من کتاب المختار في اللغة العربیة ، أما في طبعة 2022 فقد حذفت کلمة إسراٸيلي ، وصار الجندي محهول الهویة ، وحذفت کل العبارات الدالة علی الممارسات العنصریة اللاإنسانیة من طرف جنود الاحتلال الصهیوني ضد أطفال فلسطین !!!
والسبب طبعا هو أن بلادنا فُرض علیها التطبیع مع العدو الإسراٸيلي ، لذلک سارعت الوزارة في الطبعة الجدیدة إلی حذف کل ما یتعارض مع التطبیع ، أما الأخطاء اللغویة الشنیعة فستبقی هناک ولن یصححها أحد ویجب أن نطبع معها هي أیضا .

إقرأ أيضا:فرض الفرنسية والإنجليزية في المغرب كلغات تدريس للمواد التعليمية هدفه إقصاء المغاربة والحيلولة بينهم وبين طلب العلم والمعرفة
السابق
الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 3 (أبو العلاء زهر)
التالي
شمس الدين أبو عبد الله بن محمود الخليلي

اترك تعليقاً