قبل عرض المقال، هذه مقتطفات في أصل قبائل زعير العربية بالمغرب:
1- « و هناك عرب اسمهم زعير يسكنون بين أبي رقراق و شراط» … « و كلمة زعير عربية قحة..».
-بحث بالخزانة العامة بالرباط بعنوان “الرباط و نواحيه” تحت الرقم : 2622.
2- يقول المستعرب الفرنسي “لوبنياك”، أنه من الثابت كل الثبوت، بأن عرب زعير هم عرب معقل، الذين نعرف أصولهم اليمنية، وتنقلاتهم إلى الشمال أثناء القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي في الأطلس الكبير وجانب الصحراء .
3- قبائل زعير استقرت بضواحي خنيفرة مع بداية القرن السادس عشر كما أشار إلى ذلك الحسن الوزان بقوله: “وجبل كريكرة واقع بين سهلين كبيرين، أحدهما من جهة فاس (يعني بذلك السايس) والآخر من جهة الجنوب ويدعى سهل أدخسان، وهناك أراض صالحة للقمح والرعي، هذه السهول في أيدي أعراب يسمون زعير” .
ومع نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، تقدمت قبائل زعير في اتجاه الغرب والشمال الغربي لتستقر بناحية أكلموس ومولاي بوعزة بتراب بلاد زيان الحالي. وهذا ما يؤكده كذلك أبو محلي صاحب مخطوط “الإصليت”، الذي وافته المنية في بداية القرن السابع عشر (1022/1613)، على أنه استقر مع أستاذه سيدي محمد بن مبارك الزعري عدة سنين وشهور في ديار زعير بجوار الولي المشهور أبي يعزى .
إقرأ أيضا:شعب المور البائد4- تشير بعض المصادر التاريخية إلى إحدى المعارك التي دارت رحاها بوادي الشراط عام 1061هـ/1651م بين عرب زعير وجيش الدلاء الذي كان مكونا من البرابر ، وهذا يعني أن في هاته الفترة زحفت قبائل زعير إلى مواطنها الحالية ، لتجد نفسها مضطرة إلى السيطرة على الهضبة الوسطى (هضبة زعير) في النصف الثاني من القرن السابع عشر.
نص المقال كما تم الحصول عليه من مجلة “دعوة الحق” المغربية:
يقول أبو العباس أحمد الناصري صاحب كتاب(1) الاستقصا : أن الشاوية اليوم يطلقون على سكان تامسنا(2) من قبائل شتى بعضها عرب و بعضها زناتة و بربر، غير أن لسان الجميع عربي، و كان أصل جمهورهم من هؤلاء الذين ذكر ابن خلدون، انضافت إليهم قبائل أخرى واختلطوا بهم فأطلق علي الجميع شاوية تغليبا.
و هكذا وقع في سائر عرب المغرب الأقصى المواطنين بتلوله، فإنهم وقع فيهم اختلاط كبير، حتى نسوا أنسابهم و أصولهم الأولى بسبب تعاقب الأعصار و تناسخ الأجيال، و الانتجاعات و وقعات الملوك بهم في كثير من الأحيان و تفريق بعضهم من بعض، و نقل بعضهم إلى بلاد بعض، و مع ذلك فأسماؤهم الأولى لا زالت قائمة فيهم لم تتغير إلى الآن، فمنها يهتدي الفطن إلى التنفير عن أنسابهم وإلحاق فروعها بأصولها و الله أعلم هـ.
و فيك كتاب الاغتباط لأبي عبد الله محمد بوجندار ما يلي : « كانت بلاد زعير تعد في القديم من تامسنا التي هي عاصمة برغواطة فقد نقل عن محمد الأمين الصحراوي عند ما تكلم على ترجمة عبد الله بن ياسين قال أنه مات شهيدا مع الأمير أبي بكر اللمتوني في برغواطة و ذلك قبل بناس مراكش إلى أن قال و كانت بلاد زعير تعد في القديم من تامسنا التي هي عاصمة برغواطة هـ.
و ذكر صاحب قبائل المغرب للأستاذ عبد الوهاب ابن منصور عند ما تعرض للكلام على أصل برغواطة قال : « و من أشهر الأمراء و القواد الذين فتكوا بهم الأمير تميم اليفرني بعد سنة 420 و الفقيه عبد الله ابن ياسين الجزولي داعية الموحدين(3) الذي استشهد و هو يقاتلهم بكريفلة من أرض زعير سنة 450 (4) و قد اندثر اسم برغواطة منذ ذلك التاريخ وحل محل أتباعه في مواطنهم أو شاركهم فيها قبائل عربية طارئة و أخرى بربرية متعربة مثل مالك و سفيان و عامر و حصين و الشاوية و زعير. و نص في كلام آخر عند تكلمه على مواطن القبائل العربية فقال : و القبائل العربية الكبرى الأخرى التي تسكن سهول الشاوية و الحوز مثل زعير و الشاوية و الرحامنة و ورديغة و بني عمير و بني موسى هـ.
كما تعرض الدكتور عبد الرحمن حميدة في كتابة : دراسة في الجغرافية البشرية عند الكلام على ترحيل السلطان يعقوب المنصور للقبائل العربية إلى سهول المغرب فقال : و أشهر هذه القبائل بنو سفيان ومالك إلى أن قال : و سنكتفي بسرد قبيلتين من معقل تقيمان بجوار المحيط و هما بني احسن في سهل المغرب قرب المهدية و قبيلة زعير جنوب شرق الرباط.
فدلت هاته النصوص التاريخية على أن قبيلة زعير تعد من دون شك من القبائل العربية و بالتالي فإنها ترجع إلى عرب معقل، و هذا ما يشهد به لسانهم(5) الذي يتخاطبون به و عوائدهم التي هي عوائد عربية و كذلك حالتهم الاجتماعية.
و هناك أدلة أخرى تصرح بحريتهم، فكل المؤرخين الذين ترجموا للولي الصالح أبي عبد الله سيدي محمد بن مبارك دفين تاسنساوت بقولون و يفصحون بعرب زعير، فهذا أبوا عبد الله محمد بن عبد الكريم العيدوني دفين أبي الجعد في كتابه : « يتيمة العقود الوسطى » في مناقب الشيخ أبي عبد الله محمد المعطي الشرقي حينما تكلم على حياة سيدي محمد بن مبارك السالف الذكر، قال : « و قد نسبه بعض الأئمة إلى عرب وطنه زعير و نحا منحاه صاحب كتاب الأعلام بمن حل لأغمات و مراكش من الأعلام لأبي العباس محمد ابن إبراهيم قاضي مراكش.
لكن لا يبعد أن تتأثر بعض أفخاذ هاته القبيلة بالعوائد البربرية بطبيعة الحال، فينحون منحاهم في حالتي التزويج(6) و عدم توريث المرأة كما نشاهد إلى الأن في بعض الجهات المجاورة لبلاد زيان و زمور الشلح، و ذل بحكم الجوار و المصاهرة و التجارة في الأسواق القريبة لبلاد البربر، بل نجد بعض أفخاذ قبيلة زعير مسماة بأسماء بربرية مثل أيت حم الصغير و أيت الجيلالي و أيت موسى و أيت عقة، لأن لفظة أيت لا تعرف إلا في الأوساط البربرية مما يدل على أن البعض انتقل من موطنه الأصلي و سكن بقبيلة زعير، و هذا ما نبه عليه الناصري في تاريخه كما تقدمت الإشارة إليه في طالعة هذا المقال.
هذا و ذهب بعضهم إلى أن زعير أصلها من قبيلة زيان قرب الولي الصالح سيدي محمد بن مبارك من المدشر المعروف أموت رزكان، و سميت تسميتهم بزعير حسبما تلقيته من بعض أفواه المعمرين الطاعنين في السن هو ما كان يقع بينهم و بين جيرانهم أعراب أحواز الرباط من حروب متطاحنة على مدى الأزمان و تعاقب الأجيال و ذلك بحكم الجوار الذي ينشأ عنه الاختلاف على المرعى و السقي و غير ذلك من المصالح المختلفة الداعية إلى نشوب حرب ضروس بينهم تتسبب في إراقة الدماء بين الطرفين و التوغل في أطراف بلاد المغلوبة على أمرها مما يؤدي إلى تربص إحداهما بالأخرى كلما لاحت بادرة.
و من جملة ما وقع من هذا النوع أنه اندلعت الحرب بينهما ذات يوم إلى أن تغلبت قبائل أعراب أحواز الرباط عليهم فتقهقرت زعير عن بلادهم منهزمين و نزحوا إلى المحل المذكور بأرض زيان، فبسبب ذلك قيل أنهم زعروا أي تفرقوا و ابتعدوا عن موطنهم الأصلي و هذا ربما يساعد على سبب التسمية بزغير إن ساعدت عليه المصادر التاريخية و الاشتقاق اللغوي.
و قد بذلت المجهود في التنقيب في كتب الأقدمين على ما يؤيد هاته النظرية فلم أقف على شيء يرجع لهذا المعنى.
نعم وقفت على بحث بالخزانة العامة بالرباط باللغة الفرنسية المسمى الرباط و نواحيه تحت الرقم : 2622، نعم وقفت على كلام له في أصل زعير فقال « و هناك عرب اسمهم زعير يسكنون بين أبي رقراق و شراط» ، على أن قال : « و كلمة زعير عربية قحة، إذ زعير معناه إنسان تائه يبتعد منه الناس لسوء طبعه».
هذا هو رأيي الذي استخلصته من المصادر التاريخية التي جلبتها لك أيها القارئ الكريم.
و هناك رأي آخر للأخ العلامة البحاث مولاي التقي العلوي فقد قال : في جواب له عن سؤالي له عن أصل قبيلة زعير فبعد أن قرر في مقدمة جوابه بأنه يستحيل أن نجد على وجه الأرض شعبا أو قبيلة أو اتحادية أو تجمعا من التجمعات البشرية ترجع كلها إلى أصل واحد لأن المقاييس العلمية الصحيحة تأبى ذلك، بعد أن قرر ذلك في تمهيد له، ذهب إلى أن الزعريين أو بين «زاير» على ما هو موجود في طبعة دوسلان لابن خلدون الذين تتحدث عنهم النصوص الموجودة في العبر أكثر بطونهم مزاتة و هي تحتوي على فروع كثير من جملتها دغمة و حمرة و قرنة ((كرينات)) و هاته الفروع أو الأسر موجود كلها أو جلها في زعير الحالية، كما يؤخذ من هاته النصوص أن من فروع لواتة فرعا يسمى زنارة و هي موجودة بكثرة في إقليم تادلا و نواحيه.
و من هاته النواحي بلاد زعير الحالية مما يثبت أن الزعريين الحاليين بينهم عناصر تتصل بلواتة من طريق حزاتة و من طريق زنارة، و يلاحظ أن نصوص العبر بجب أن تراجع في طبعة دوسلان أو النسخ المخطوطة أما طبعة بولاق و ما تفرع عنها فليست بشيء.
هذا و لا يبعد أن تكون في قبيلة زعير الحالية عناصر برغواطية مصمودية، ذلك أن برغواطة كانت صاحبة الإقليم في الزمان الأول قبل أن تعصف بهم حملات المرابطين في عهد أبي بكر بن عمر و يوسف بن تاشفين انتقاما منهم لقتل زعيمهم الروحي عبد الله بن ياسين في هاته البقعة، و بعد هاته النكبة التي حلت بهم تعمد الذين سلموا من السيف منهم إخفاء الأحوال الأولى فبدلوا أسماء بطونهم و تجاهلوا أصل أرومتهم، و هذا شيئ طبيعي في كل قبيل نظر إليه الجمهور نظرة غريبة و حل به ما حل بهم.
كما لا يبعد أن تكون فيهم عناصر هلالية من تلك القبائل العربية التي جلبها يعقوب المنصور و أنزلها بتامسنا تلك المقاطعة القديمة التي كانت تقع فيما بين بورقراق و أم الربيع، و غني عن البيان أن بلاد زعير الحالية جزء منها.
أما الحسن الوزان الزياتي المعروف عند الأوربيين بليون أفريكان فله رأي آخر في قبيلة زعير حيث يدرجها مع جارتها قبيلة بني احسن في عرب معقل، و من المعلوم أن المعقليين كانوا ضمن بين هلال عند دخولهم إلى إفريقيا، و بعد اكتساحهم لمناطق الواحات تسربت بعض فرقهم إلى المغرب الداخلي عبر منافذ الأطلس مثل الرحامنة و بني احسن و زعير و غيرهم.
و ربما يؤيد ذلك وجود تجمع سكني على الضفة اليسرى لوادي درعة في قلب الصحراء يحمل اسم قطر(7) زعير، و قد أشار إليه شارل دوفكول في رحلته.
و على هذا يكون لزعريون أو بعض العناصر منهم من عرب المعقل جاءوا من مناطق الواحات و اخترقوا الأطلس الكبير و المتوسط و انتهى بهم المطاف في محلهم الحالي على ضفاف المحيط، و هذا ما يؤيده الوزاني فقد تحدث عنهم في عدة مناسبات سيما حينما كانوا يتجمعون بمواشيهم بالأطلس المتوسط في منخفض تكراكر قرب أزرو، و في حوض كيكوا، و بأم أجنيبة و مضيق انجناتس الذي يسميه بمضيق الغربان، و يستفاد منه أنهم كانوا موجودين في وقت ما على طول الطريق التي تربط فاس بتافلالت عبر بلاد أيت يوسى حاليا.
و نحن تعلم أن المعقليين أنفسهم قد اندمجت فيهم عناصر بربرية كثير حيثما كانوا في طريقهم إلى المغرب خصوصا أحلافهم زناتة.
و زاد مولاي التي قائلا : و يمكن الجمع بين هاته الأقوال كلها بان الزعريين فيهم عناصر بربرية كثيرة(8) وفيهم عناصر عربية، لكنها قليلة، و قد فقدوا لسانهم الأصلي منذ زمان بعيد بعملية الاستعراب مثل صنهاجة
الورغة و زناتة الشمالية و صنهاجة أزمور و مصمودة دكالة، و غير ذلك كثير.
و كيفما كان الحال فالكثير من سكان زعير حاليا يرجعون بأصولهم إلى العناصر الأولى التي انحدرت منها قبائل زمور المجاورة لهم و بني مكيلد و أيت أمالو، و من المعلوم أن هاته القبائل كلها كانت تعرف في القديم باسم زناكا، و سماهم ابن خلدون صنهاجة أهل الطبقة الثالثة، و قد كان الزعريون طيلة القرون الأخيرة محصلين على العضوية الكاملة في صنهاجة أيت أمالو، المشرفين على تادلا لهم ما لهم و عليهم ما عليهم.
و بهذه المناسبة يقول مولاي التقي نورد هنا أسطورية محلية تدور على بعض الألسنة و تؤكد أن زعيرا هم إخوة بني مكيلد و بني احسن، و قد كانوا يؤلفون قبيلة واحدة في جبالة، مجيئهم من الجنوب، ففي أثناء الطريق، قال البعض منهم هنا « نكيلو » أي نسكن وقت القيلولة فأقاموا هناك، لذلك سموا بين مكيلد، بينما استأنف الآخرون مسيرتهم، و مرة أخرى قالت طائفة أخرى هنا « نزعرو » فسموا لذلك بزعير، و أخيرا تقدمت الطائفة الأخيرة نحو الشمال و قالوا : «نزيدوا حسن » لذلك سموا بني احسن، انتهى كلام مولاي التقي، و إنما جلبته و إن كان فيه طول لما اشتمل عليه من فوائد تهم موضوعنا.
و من أغرب و أعجب ما أتت في تسمية هاته القبيلة « بزعير » ما وقفت عليه في مجموع باللغة الفرنسية حول دراسة أولية لقبيلة زعير للأخ القائد السيد الحبابي عثمان حينما كان على رأس قيادة عين العيودة التي تضم طرفا من « زعير » قال يظهر من بعض المخطوطات القديمة أن الشيخ أبا عبد الله بن مبارك الزعري كان يحرث على فرس و جمل فكان يستعمل في زجر الجمل لفظة « زا » و في زجر الفرس لفظة « ري » و مجموع الكلمتين يعطي « زعري » و هو الاسم الذي أطلق على القبيلة « زعري » حيث استقر الشيخ هذا ما قاله هذا السيد في سبب التسمية و هو رأي غير صواب، لا يساعد عليه التاريخ بل لم أقف على من قال بهاته المقالة.
و الواقع التاريخي هو أن ذلك كان سببا في لقب الشيخ المذكور « بالزعري »، إذ كل المؤرخين الذين تعرضوا لحياة الشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن مبارك المتوفى بالوباء في 2 شوال عام 100 هـ المدفون بتراب زيان قرب الولي الصالح أبي يعزى، كلهم ساقوا هاته القصة على أنه لقب بالزعري بسبب ذلك، و ممن قال بذلك تلميذه أبو العباس أبو محلي السملالي في كتابه الأصليت حين عرف بشيخه المذكور، و مما قال أنه لقب باللفظتين مركبتين، و اشتهر بذلك، و نسخ اسمه الأول و هو سليمان.
فبان من هذا السند التاريخي أن الشيخ عرف بالزعري منذ حدوث تلك القصة، مما يدل دلالة واضحة على أن عرب « زعير » معروفون من قبل أن يلقب الشيخ بلفظة « الزعري » لا أن ذلك هو السبب في تسمية القبيلة باسم « زعير » و لعل القائد اغتر بما هو جار على ألسنة العامة في القبيلة من غير اعتماد على سند تاريخي، إذ كل المصادر التاريخية مجمعة على أن الشيخ من أهل زعير، لكن أولاده من بعده انتشروا في نواحي متعددة من المغرب، و من هاته النواحي « زعير » التي يوجد بها بعض أحفاده.
كما تجدر الإشارة بهاته المناسبة أن ننبه إلى غلط آخر وقع فيه هذا السيد حيث ذكر أنه يوجد في قبيلة زعير شرفاء يعرفون اليوم باسم أولاد سيدي بوعمرو الذي هو بنفسه ينحدر من سيدي محمد بن مبارك المدفون عند زيان، هذا كلام هذا السيد، مع أن الحقيقة هي أن سيدي بوعمرو لا يمث إلى سيدي محمد بن مبارك بصلة النسب، و إنما هو شيخ لسيدي محمد بن مبارك، و على يده فتح الله عليه في الولاية و أدرك ما أدرك بعد أن شد الرحلة إلى شيخه أبي عمرو بمراكش، لأن الشيخ أبا عمر(9) بفتح العين و الواو هو أحمد بن أبي القاسم القسطلي الأندلسي المراكشي استيطانا و مدفنا المتوفى في منتصف شوال عام 972 هـ.
فقد ارتكب هذا السيد غلطتين كبيرتين، أولهما حيث زعم أن سيدي بوعمرو منحدر من سيدي محمد ابن مبارك، و الثانية حيث حلى أبا عمرو بالشرف مع أنه لم يقل بشرفه أحد ممن ترجم له من المؤرخين، و إنما هو من كبار الأولياء، و لولا خوف التمادي في هذا الغلط الفاحش لما جلبت مثل هاته المقالة هنا و الله أعلم و أحكم.
(1) ج 4 صفحة 66 – طبعة دار الكتاب.
(2) تامسنا هي الممتدة من نهر سلا إلى نهر أم الربيع أي ما يعادل المنطقة التي تسكن فيها حاليا قبائل الشاوية و زعير، وكانت في الأصل موطنا لزنانة و زواغة من قبائل المغرب.
(3) قوله داعية الموحدين سبق قلم بل هو داعية المرابطين.
(4) الصواب سنة 451 هـ.
(5) انظر ما كتبه الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله في بحثه القيم « نحو تفصيح العامية في الوطن العربي » ففيه ما يدل على أن لسانهم عربي فصيح.
(6) لقد أدركت هذا حينما كنت قاضيا ببلادهم فيما بين سنة 49 – 56 فكانت جل القبيلة تتزوج و تطلق بالجماعة حتى بعد ما عين ببلادهم القضاة الشرعيون فإنهم كانوا يفضلون عقد اكحتهم على مقتضى عوائدهم المتعارفة عندهم قبل الحماية و ما بعدها، و كذلك الحال فيما يرجع لعدم توريث المرأة إلا في القليل من الجهات، و إذا ما طلقت المرأة فإنها ترد كامل الصداق إلى مطلقها.
(7) نعم يوجد هذا القصر بمقربة من واد ( يسمى وادي زعير الذي يصب بوادي درعة المار بجوار مركز المحاميد الغزلان في اتجاه طنطان، هذا ما أخبرني به بعض أهل الثقة من سكان ورززات، و زاد فقال : إن وادي زعير تسقى به و بغيره من الوديان الأرض التي تسمى بور سيدي عمرو، و زاد في إفادته أن هناك زعيرا الفوقانية و توجد عند الجزائريين، و زعيرا التحتانية الذي لا زالت أشجار النخيل موجودة هناك بورزازات هـ.
(8) أقول أن الأمر بالعكس، فالأكثرية من زعير عرب، و الأقلية بربر بحكم الجوار لقبيلتي زيان و زمور الشلح كما سلف لنا بيانه، فقد أحصيت الأفخاذ التي تحمل لفظة أيت البربرية، فلم أجدها تعدو أصابع اليد الواحدة.
(9) ضبطه بفتح العين و الواو صاحب نشر المثاني فانظره.