من قبائل الغرب التابعة لجهة الغرب الشراردة بني احسن، وتحدها شرقا قبيلة بني مالك، وتحيط بها شرقا وجنوبا قبيلة بني احسن، وشمالا قبيلة الخلوط، وغربا ساحل المحيط الأطلسي
ويجري وادي سبو في أراضي سفيان الجنوبية فاصلا بينها وبين اراضي قبيلة بني احسن متجها من الشرق الى مصبه في المحيط الأطلسي مقابل مدينة القنيطرة
وسفيان قبيلة عربية كبيرة، ترجع أصولها الى شعب جشم من عرب بني هلال، وتقع على الساحل الأطلسي جنوبي قبيلة الخلوط وقبيلة طليق، وتنقسم قبيلة سفيان تاريخيا إلى ثلاث عمائر وهي
– سفيان الشمالية
– سفيان الجنوبية
– سفيان الشرقية
يقول المؤرخ عبدالوهاب بن منصور عن قبيلة سفيان : قبيلة سفيان أدخلهم الخليفة يعقوب المنصور الموحدي الى المغرب الأقصى فسكنوا أولا قرب أسفي، ثم انتقلوا الى الشمال فسكنوا في بسيط الغرب حيث هم الآن، وبقي من بطونهم قبيلة الحارث وقبيلة الكلابية، ثم رحلوا ينتجعون أرض سوس وقفاره ويطلبون بلاد حاحا من المصامدة فبقيت فيهم بسبب ذلك شدة وبأس، ومن أشهر بطونهم
– أولاد مطاع
إقرأ أيضا:القبائل العربية بالمغرب (من كتاب المستصفى من أخبار القبائل العربية بالمغرب الأقصى)– أولاد جرمون : وهم الجرامنة بصيغة الجمع
———————-
الجرامنة : أو أولاد جرمون، بطن من قبيلة سفيان، وكانت فيهم رئاسة قبائل عبدة ومنهم جرمون بن عيسى المتوفى سنة 659 هـ ثم كانون بن جرمون ثم يعقوب بن جرمون، وانتقلت الرئاسة الى آل سفيان من فروع آل جرمون وبقيت فيهم الى عهد المرينيين، وقد كان آل سفيان يقطنون بأطراف أزمور في عهد احمد المنصور السعدي، وكان هذا الأخير قد نقل أولاد بوعزيز من أزمور الى طرف أزغار على وادي بـهت بسبب تمردهم، الى أن توفي السلطان احمد المنصور سنة 1012 هـ فرجع أولاد بوعزيز لبلادهم قرب أزمور، وارتحل منه آل سفيان الى الغرب فألفوا هناك قبيلتهم المسماة مختار، واستولوا على الحوض الغربي، وما زال خلافهم مع أهله الى الآن، ثم آلت الرئاسة الى أسرة آل عامر، من فروع الجرامنة أيضا، وبقيت فيهم الى عهد العلويين، ومن قوادهم القائد علال المخزني وابن أخيه القائد عبدالرحمن بن ناصر المتوفى سنة 1214 هـ
—————–
ومن بلدات قبيلة سفيان
– مولاي بوسلهام : الولي الصالح المصري الأصل الذي ساقته الأقدار الى هذه المنطقة ليدفن في شاطئها الساحر الهادئ
– المرجة الزرقاء : المنتزه الوطني السياحي الرائع والفسيح، وهي عبارة عن بحيرة ساحلية كبيرة تتسرب اليها مياه المحيط الأطلسي في أوقات المد البحري
– سيدي علال التازي – احميري – للا ميمونة – أولاد جراي – مرغيتن – أولاد الجعيدي – بومهيدي – بوحجر – شوافـعة – أولاد مسور – البحارة – بخاشو – دوار مكناسات – أولاد موسى – معاتكة – أمكيتن – أولاد بتنيك – الشكاكفة – بنمنصور – أولاد مهدي – عقبات
——————————-
من أعلام قبيلة سفيان المتصوفة
——————————-
مولاي بوسلهام
يقول عنه المؤرخ عبدالوهاب بنمنصور: هو أبو سلهامة عثمان المصري، صالح شهير بالمغرب القصى، يوجد ضريحه بالقرب من القرية المسماة باسمه على شاطئ المحيط الأطلسي، بين مينائي القنيطرة والعرائش، وأصله من دولة مصر، ساقته الأقدار الى المغرب، وتوفي عام نيف وأربعين وثلاثمائة ه، ولعله توفي بالوباء العظيم الذي عم المغرب والأندلس سنة 344هـ، أهلك الخلق الكثير، ودفن عند مصب وادي الحضر في البحر قرب البحيرة، وبنيت على قبره قبة مزخرفة وأنيقة، وكان بها شاهد ذهبي كتب عليه (هذه القبور الثلاثة التي أخفى الله تعالىى فيها قبر الشيخ أبي سعيد المكنى بأبي سلهامة
إقرأ أيضا:ثورة الخوارج في بلاد المغرب دراسة بناء على أقدم الحوليات العربية المتوفرة——————————–
أولاد جرمون
أسرة عربية نابهة في قبيلة سفيان وجشم الهلالية، قامت بأدوار سياسية في عهد الموحدين والمرينيين، وكان رؤساؤها الأوائل يسمون جرمون، فنسب اليهم أحفادهم ودعوا (أولاد جرمون) أو (الجرامنة)، وتسلسلت الرئاسة فيهم طيلة فترة حكم الموحدين والمرينيين، ثم تراجع نفوذهم بوفاة القائد مسعود بن كانون، وعلى كعب منافسيهم من بني المهلهل أصهار المرينيين وشيوخ عرب الخلط.
وذكر ابن خلدون أنه أدرك شيخا منهم في عهد السلطان أبي عنان المريني، اسمه (يعقوب بن علي بن منصور بن عيسى بن يعقوب بن جرمون بن عيسى بن جرمون).
وبقيت رئاسة الجرامنة زمان ابن خلدون في أولاد مطاع من الحرث الذين اشتهر من بينهم منصور بن يعيش شيخ العرب المقرب من الأمير عبدالرحمن بن أبي يفلوسن علي بن الأمير أبي علي عمر المريني الذي استبد بمراكش عام 776هـ / 1374م، لكنه ألقى القبض على منصور بن يعيش، وقتله وسجن كبار قومه لعيثهم في ضواحي مراكش، وإفسادهم للسابلة، فذهبت بذلك ريحهم وحصدت شوكتهم.
ومن رؤساء أولاد جرمون :
1- جرمون بن عيسى : شيخ عرب سفيان في عهد الخليفة عبدالواحد الرشيد الموحدي، امتنع عن مبايعة الخليفة عبدالله العادل الموحدي والوصول اليه، ثم انحاز الى منافسه يحيى بن الناصر بعدما بويع سنة 624هـ / 1227م نكاية في أعدائه عرب الخلط أنصار الخليفة المأمون الموحدي، بزعامة قائد الخلط هلال بن حميدان، وقائد هسكورة عمر بن وقاريط.
وكان تأييد جرمون بن عيسى يتأرجح بين الطاعة والعصيان لحفاظه على عصبيته العربية تجاه بني قومه الخلوط، حيث امتنع ذات مرة عن الخروج مع يحيى بن الناصر الى تينملل سنة 626هـ / 1229م، لما فر أمام جيوش عمه المأمون، كما لم يحضر في المواجهات التي دارت بينهما.
لكنه شارك في الغارة التي شنها على مراكش سنة 628هـ / 1231م الى جانب أبي سعيد بن وانودين شيخ قبائل هنتاتة، وهدموا الكنيسة التي كان قد بناها المأمون لجنوده المرتزقة النصارى، في الوقت الذي كان المأمون محاصرا لأخيه أبي موسى عمران الثائر عليه بمدينة سبتة.
ولما تولي الخليفة الرشيد الموحدي وهو في طريقه الى مراكش عائدا من سبتة في أوائل سنة 1233م ألحق الهزيمة بيحيى بن الناصر، ومعه شيخ عرب سفيان جرمون بن عيسى، ونهبه ونكبه وضعفت بذلك شوكة عرب سفيان.
ولما اختلف شيخ عرب الخلط مسعود بن حميدان مع الخليفة الرشيد استدرجه هذا الى مراكش واغتاله مع جماعته سنة 1235م، وعين مكانه يحيى بن هلال بن حميدان، لكنه فر بقومه الى صف يحيى بن الناصر، وساعده في حصار مراكش حتى اضطر الخليفة الرشيد الى الفرار بنفسه الى سجلماسة، وهناك انضم اليه جرمون بن عيسى مع عرب سفيان واستعد معه لغزو يحيى بمراكش عام 1236م، وهزموه بعد 10 أيام من الحرب، ورفع الرشيد من شأن جرمون وجعله من أهل مشورته، وبهذه الصفة السامية جعلته يلح على الرشيد بقتل أعدائه ومنافسيه رؤساء عرب الخلط وجشم، فأمر الرشيد واليه على مراكش الشيخ أبي علي بن الشيخ عبدالعزيز بتصفية شيخ عرب العاصم (حسن بن زيد العاصمي) وشيخ بني جابر (قائد بن عامر) وأخيه (قائد) آخر، وذلك في سنة 633هـ / 1236م، كما تسبب جرمون في نكبة عرب الخلط في ديارهم بأمر الرشيد سنة 1238م، لما استقدم شيوخهم وسجنهم ونهب جنوده ديارهم، وسيق نساؤهم وذرياتهم الى أسواق مراكش وتساوت فيها الحرة العربية الصريحة والأمة في العبودية، ثم أجلاهم الى بلاد سوس، واخلت بذلك أحوالهم.
واستمر جرمون بن عيسى على طاعة الخليفة الرشيد الموحدي الى سنة 1240م، ثم انقلب عليه الى طاعة الأمير ابي معروف محمد بن عبدالحق المريني، ذلك أنه نادمه ذات ليلة حتى سكر وحمل عليه وهو سكران يرقص طربا، ولما أفاق ندم وفر الى صف المرينيين حياء مما وقع له مع الرشيد.
وكانت وفاة الشيخ جرمون بن عيسى سنة 639هـ / 1241م قبل وفاة الخليفة الرشيد بسنة، وانتقلت زعامة عرب سفيان من بعده الى ابنه الشيخ كانون بن جرمون
2- عبدالرحمن بن يعقوب بن جرمون : قدمه الخليفة المرتضى الموحدي على قومه بعد سماعه بمقتل أبيه يعقوب ليضمن استمرار عرب سفيان على الطاعة والخدمة، واتخذ هذا الشيخ كلا من يوسف بن أورزج، ويعقوب بن علوان أعوانا له، فلم يحسنا النصح اليه وشجعاه على التمادي في الاستخفاف بالأمور والقيام بأعمال النهب، فساءت علاقته مع الخليفة المرتضى، ففر الى صف المرينيين، وبقي ملازما لهم الى أن عاد شيخ عرب الخلط عواج بن هلال بن حميدان الى مراكش معلنا انحيازه الى الموحدين، ولما علم الشيخ عبدالرحمن بذلك طلب اللجوء الى الموحدين بدوره، لكن الخليفة قتله بعدما قدم عليه في مراكش ومعه وزيره ابن أورزج، ويعقوب بن علوان، وعواج أمير الخلط كذلك، وقطعت رؤوسهم أجمعين وعلقت على سور باب دكالة سنة 654هـ / 1256م.
3- عبيدالله بن جرمون بن عيسى : يكنى أبا زمام، كان مقدما في قومه الجرامنة المعروفين بأولاد مرية لما التحق عبدالرحمن ابن أخيه يعقوب ببني مرين، عينه الخليفة المرتضى على عرب سفيان لكنه عجز لافتقاره الى الحنكة والتجربة وسداد الرأي، فعزله وعين مكانه مسعود بن كانون بن جرمون بن عيسى سنة 654هـ / 1256م
4- كانون بن جرمون بن عيسى : يكنى أبا الحديد، ويقال له الأحمر لسمرته، علا كعبه عند الخليفة السعيد بن المأمون الموحدي حتى أصبح كبير شيوخ مجلسه، لكن علاقتهما لم تدم، حيث عصاه كانون بسبب سماح الخليفة برجوع عرب الخلط من سوس الى بلاد تامسنا، وأثناء مواجهات الخليفة السعيد مع المرينيين، طارده الخليفة، وفر الشيخ كانون الى أزمور واستولى عليها، ثم سار جبل الحديد وفي الطريق هزمه الموحدون، ففر الى صف بني مرين، وفي سنة 643هـ / 1245م عاد كانون الى طاعة الموحدين وعفا عنه الخليفة مع صاحبه ابن وانودين، ثم حضر معه في حركته على تلمسان سنة 1247م، وبقي في مكانته الخاصة لدى الخليفة الى أن هلكه عرب الخلط في الفتنة التي نشبت بين قومهما سفيان والخلط في محلة الخليفة بتلمسان على يد قبل يوم واحد من وفاة الخليفة السعيد الموحدي، الذي هلك في قلعة تامزردكت على يد بني عبدالواد في عام 646هـ / 1248م، وقام بأمر عرب سفيان الجرامنة أخ كانون يدعى يعقوب بن جرمون
5- مسعود بن كانون بن جرمون بن عيسى : يكنى أبا سرحان، قدمه الخليفة المرتضى الموحدي على قومه بع عزل عمه عبيدالله، واستقامت أحوال عرب سفيان في عهده، وبلغت به قوته أن تطاول على الموحدين ودعا لنفسه للملك بعد انهيار الموحدين في عهد الخليفة ادريس أبي دبوس الموحدي، وكان مسعود مؤيدا من طرف أبناء عمه علوش (أو حطوش) – وعيسى
وحضر مسعود الحملة الموحدية التي قادها يحيى بن عبدالله بن وانودين في اتجاه تامسنا لابعاد المرينيين بقيادة أميرهم يعقوب بن عبدالحق عنها سنة 659هـ / 1261م، انهزم فيها الموحدون بسبب تقاعس عرب جشم، وهنا غضب الخليفة المرتضى على مسعود واعتقله سنة 664هـ / 1266م، الى جانب شيخ بني جابر اسماعيل بن قيطون، الذي أمر بقتله في سجنه، وفي هذه الأثناء هجم ادريس ابودبوس على مراكش سنة 665هـ / 1267م، وأخرج مسعود بن كانون من سجنه، وفر الخليفة المرتضى الى أزمور واعتقله واليها، وأمر الخليفة ادريس ابودبوس بقتله هناك بمشورة مسعود واخوانه، وذلك في سنة 665هـ / 1267م، ومن هنا اعتمد ابودبوس على عرب سفيان في حرب أعدائه، وأصبح مسعود كبير مقربيه، في الوقت الذي كان عرب الخلط من خاصة بني مرين، وخاصة بعد أن أصهر يعقوب بن عبدالحق المريني لأبي عطية مهلهل بن يحيى الخلطي، وتزوج من ابنته عائشة أم السلطان أبي سعيد عثمان المريني.
وعين الخليفة ابو دبوس شيخ عرب سفيان مسعود قائدا على كل العرب في جيوشه، وأوكل اليه حراسة البلاد من الخارجين عليه، كما اعتمد عليه في فتح معاقل سوس ومحاربة الثائرين بني يدر فيها، وبقي على حاله الى أن هلك الخليفة ابي دبوس في سنة 668هـ / 1269م وانقراض دولة الموحدين
وفي سنة 677هـ / 1278م أعلن مسعود بن كانون في مراكش خروجه عن المرينيين ببلاد نفيس وتبعه قومه عرب سفيان، وحمل عليه السلطان يعقوب بن عبدالحق المريني، ففر مسعود الى جبال سكسيوة وتمنع فيها، وحاصره السلطان مدة طويلة، الى أن توفي مسعود محاصرا في 680هـ / 1282م، فتزوج السلطان يعقوب المريني من زوجة مسعود بغرض استمالة قومه سفيان وضمان ولائهم، باستثناء ابنه منصور بن مسعود بن كانون الذي فر الى هسكورة، وبقي فيها الى عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني الذي عاد اليه وتقبله السلطان سنة 706هـ / 1306م
6- يعقوب بن جرمون بن عيسى : تولى رئاسة قومه بعد مقتل أخيه كانون على يد عرب الخلط في حملة الخليفة السعيد الموحدي على تلمسان، ولما تولي الخليفة المرتضى الموحدي وامتحن شيوخ عرب الخلط بمراكش وقتل منهم 70 منهم، لتأخرهم في قتال بني عبدالواد، ونهبهم محلة سلفه الخليفة السعيد يوم مقتله، وبالمقابل تقرب من عرب سفيان وشيخهم يعقوب هذا، وأقطعه مراكش وما اليها، ثم تغير ما بينهما سنة 649هـ / 1251م حينما رحل جموع سفيان عن مواجهة المرتضى مع المرينيين في موقع أمان ايملولن (المياه البيضاء) وانهزم أمامهم، لكن صلح ما بينهما واستعان به الخليفة في حرب عرب جشم وعرب بني جابر.
واستمر يعقوب بن جرمون على علاقته الودية بالخليفة المرتضى الى أن اغتيل على يد ابني أخيه كانون بن جرمون (مسعود و علي) سنة 653هـ / 1255م انتقاما لأخيهما محمد بأمر هذا الشيخ الهالك
———————————–
المصدر : مقال الأستاذ حسن حافظي علوي في كتاب معلمة المغرب