اللهجة الحسانية

قبيلة زعير العربية

زعير هي إتحادية قبائل عربية كبيرة من بني معقل وبني هلال، تقع أرض عرب زعير في الشمال الغربي للمملكة المغربية الشريفة، كما تقع بالهضبة الوسطى، تقدر مساحتها ب9580 كلم مربع، يغطي اقليم الخميسات اكبر جزء منها بكثافة سكانية تقدر ب 247/كلم مربع، تنقسم أرض زعير إلى عمالات واقاليم فتشمل عمالة الرباط، عمالة سلا، عمالة الصخيرات تمارة، ثم اقليم الخميسات. ومنطقة زعير تحدها القنيطرة من الشمال وقبائل زمور زيان وبني خيران من الشرق يفصل بينهم واد اكرو ومن الجنوب يحدها المحيط الأطلسي.

الأصول العرقية لقبيلة زعير

قبيلة زعير هي عبارة عن إتحادية قبائل عربية كبيرة من بني معقل وبني هلال الذين تمكنوا في أواخر عهد بني مرين، من التوغل في المغرب عبر الأطلس، وتنقسم القبيلة إلى قسمين كبيرين وهما : قبائل الكفيان قبائل المزارعة.

يقول العلامة المؤرخ إبراهيم حركات  في حق قبائل زعير : “ إذا ما رجعنا إلى أقدم الإشارات عن زعير تجدها تتفق على أن زعير من القبائل العربية التي هاجرت إلى المغرب، وإلى حدود القرن السادس عشر الميلادي كانت زعير مستقرة بالأطلس المتوسط”. (راجع المصدر هنا)

إقرأ أيضا:معركة بلاط الشهداء..حين وقف الغافقي على عتبات باريس

ويقول العلامة الفقيه إبن أبي محلي (1560-1613م) في حق عرب زعير وهو الذي درس عندهم وعاش بينهم مدة : ” أما زعير فقد تعرفت أحوالهم مدة إقامتي عند الأستاذ (يعني شيخه سيدي محمد بن مبارك الزعري) في ديارهم بجوار الولي المشهور أبي يعزى رضي الله عنهما عدة سنين وشهور، وهم عرب كرماء حكماء من خيار القبائل ” . (راجع هنا)

أما سبب تسميتهم بهذه التسمية وأخبارهم يضيف الفقيه إبن أبي محلي قائلا : ” قبيلة عرب بالمغرب يقال لهم زعير بصيغة التصغير والنسب إليه على التكبير وقد سمعت من شيخ مسن في القبيلة المذكورة يذكر أن سبب تسمية جدهم بزعير أنه كان يحرث على جمل وفرس معاً فقال للأول في زجره زع لأنها كلمة تساق بها الإبل وقال للثاني وهو الفرس ري بكسر الراء كما أن زع بفتح الزاى لأنها كلمة تساق بها الخيل وتزجر فلما نطق بهما معاً لقب بهما ثم غلب على السنة العامة اليوم تصغير زعير قال الشيخ المذكور وكان إسم الزعري قبل ذلك سليمان ثم غلب لقبه على اسمه وزعم مع ذلك أنه اخو بربش (برابيش) واشبان (الشبانات) تنسب لكل واحد منهم إلى الأن قبائل شتى من عرب سوس بالمغرب الاقصى “. فهم إذن إخوة البرابيش والشبانات عرب المعقل المنتشرون في السوس والصحراء (راجع هنا)

إقرأ أيضا:أصل تسمية أسفي

وقد أشار ليون الإفريقي (1488م) إلى عرب زعير في كتابه وصف إفريقية مصرحا :“وهناك أراضي صالحة جدا للقمح والرعي، وهي سهول في أيدي عرب يسمون (زعير) من أتباع الملك… ،حقا إن عرب زعير كثيرا ما يضايقهم عرب آخرون اسمهم (حسين)”. (راجع هنا)

وقد ذكرهم أيضا الفقيه محمد بن عبد الكريم، أبو عبد الله العيدوني (ت1775م)، وهو يصف أحد شخصيات قبيلة زعير وهو سيدي محمد بن مبارك فيقول : ” وقد نسبه بعض الأئمة إلى عرب وطنه زعير “، ونحا منحاه صاحب كتاب الأعلام بمن حل لأغمات و مراكش من الأعلام لأبي العباس محمد ابن إبراهيم قاضي مراكش “. (راجع هنا)

كما أفرد ذكرهم صاحب الإستقصا العلامة الفقيه الجليل أحمد بن خالد الناصري بقوله :”وفي سنة خمس وستين ومائتين وألف كانت فتنة عرب عامر بأحواز سلا وفتنة عرب زعير بأحواز رباط “. (راجع هنا)

أما الضعيف الرباطي (1752-1820م) مؤرخ الدولة العلوية الشريفة فيقول : ” عرب زعير إخوان العرب الصباح والسهول والدغمة “، وسمى تلك القبائل بعرب الويدان . (راجع هنا)

إقرأ أيضا:الأدارسة الأشراف وبداية الدولة المغربية

كما أشار كل من الصغير الإفراني (1511-1670م)، والعلامة الفقيه محمد الحضيكي (1706-1775م) لعرب زعير قائلين : ” قيل إن عرب زعير وفدوا على الشيخ أبي عمر ومعهم سيدي محمد بن مبارك فقال لهم الشيخ أبو عمر: من أتى بها كلها ذهب بها “. (راجع الحضيكي هنا/ الإفراني هنا)

وهو نفس ما أكده المستعرب الفرنسي Victorien Loubignac (1892-1946)، في مؤلفه {Textes arabes des Zaer} قائلا : ” إنه من الثابت كل الثبوت، بأن زعير هم من عرب معقل الذين نعرف أصولهم اليمنية، وتنقلاتهم إلى الشمال أثناء القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي في الأطلس الكبير وجانب الصحراء”. (راجع هنا)

وقد أكد الرحالة والجغرافي البريطاني Thomas Shaw (1692-1751م) عن وجود قبائل عربية كبيرة تسكن في إقليم الجزائر وهم من بني معقل في القرن السابع عشر فيقول ؛ 《 على بعد اثني عشر ميلاً أسفل تلمسان، على ضفاف نهر يسر..، وتبدأ سهول زيدور من نهر يسر، وتمتد إلى وادي الملاح ثلاثين ميلاً، هذه البلاد الساحرة تروى بعدد كبير من الينابيع، وتسكنها قبيلتان عربيتان هما قبيلة زعير والأحلاف (Zeire & les Halfa) 》. (راجع هنا/هنا)

ونحلص مما أسلفناه من مراجع لمؤرخين ونسابة وفقهاء مغاربة كبار أن زعير هو تجمع عربي لقبائل بني معقل، ويدخل فيه بعض من فروع بني هلال كأولاد كثير الذي يعود نسبهم لكثير بن عطية بن مردان بن قطن، و قطن هو بن ڭرفة (قرفة) بن أثبج بن أبي ربيعة بن نَهِيك بن هلال كما ذكر إبن خلدون. (راجع هنا)

أصل تسمية زعير

لا يوجد قول فاصل فيما يتعلق بأصل كلمة زعير وبالاشتقاق اللغوي لهذا الاسم، فالشائع في النطق عند العموم هو زْعَير بتسكين الأول وفتح الثاني، أو زُعَيْر بفتح الأول والثاني، كما تنطق الكلمة وتكتب في اللغة الفرنسية ZAER.‏

وإذا ما اطلعنا على روايات الإخباريين، وخاصة على مكاتب كتاب المخزن خلال القرن التاسع عشر، نجد أن إسم زعير يكتب وينطق هكذا : زُعَيْر، أي برفع الأول وفتح الثاني.

وفيما يتعلق بإشتقاق هذا الاسم، هناك روايتان شائعتان، الرواية الأولى ترجع للقرن السادس عشر تدعى أن الاسم مركب من لفظتين هما : زع وري وصاحبها الفقيه إبن أبي المحلي كما نقلناها سالفه، بحيث تضيف الرواية أن اللفظين كان يستعملهما جد القبيلة لزجر الجمل والحصان على التوالي خلال عملية الحرث.

والملاحظ هنا أن التسمية تجد سندها في نشاط بشري، يتعلق بحرفة الزراعة، أما الرواية الثانية وهي متأخرة، فترجع الإسم إلى صفة الزعورة من لون البشرة عند جد القبيلة، وهذا قول الفقيه عبد الحي الكتاني.

– اسم زعير قد يكون اسما لفعل حركة

يقول الدكتور علال الخديمي ما نصه : إن بعض التحريات الميدانية جعلتنا نميل ونستأنس ببعض اكتشافات الرواية الشفاهية ونسوق في هذا الموضوع حكايتين تصب في نفس المجرى :

ملخص الأولى : أن قبيلة افترقت، فقرر قسم منها التحرك بعيداً، ولما افتقده القسم الأول وأراد أن يرده وجده ابتعد فقيل : 《زعروا》 أو «تَزَعْرَاو» أي ابتعدوا وقيل للمجموعة التي ابتعدت زعير.

أما الحكاية الثانية : فنأخذها عن بعض اللهجات المنتشرة في بعض الفرق ذات الأصول العربية، فبقبيلة سفيان الشرقية قرب عين الدفالي، نجد أهالي فخذة عوف يقولون للذي ابتعد في سكناه عن المجموعة، لماذا 《تَزَعْرَيْتُ》.

ومن هذه الروايات أو الحكايات نستفيد بأن اسم زعير هو اسم فعل؛ والفعل ينتمي لأسرة السير والحركة.

وهذا هو الأصل الراجح للإسم كون قبيلة زعير عرفت بحركة واسعة قادتها خلال قرون إلى مواطنها الحالية. وقد هاجرت القبيلة بداية من منطقة درعة إلى موطنها الحالي بأحواز الرباط وسلا.

ومعلوم أن بلاد درعة كانت موطنا لبني معقل كما أكد إبن خلدون قائلا : هذا القبيل لهذا العهد من أوفر قبائل العرب ومواطنهم بقفار المغرب الأقصى مجاورون لبني عامر من زغبة في مواطنهم بقبلة تلمسان، وينتهون إلى البحر المحيط من جانب الغرب، وهم ثلاثة بطون: ذوي عبيد الله وذوي منصور وذوي حسان. فذوي عبيد الله منهم هم المجاورون لبني عامر ومواطنهم بين تلمسان وتاوريرت في التل وما يواجهها من القبلة. ومواطن ذوي منصور من تاوريرت إلى بلاد درعة فيستولون على ملوية كلها إلى سجلماسة وعلى درعة وعلى ما يحاذيها من التل مثل تازة وغساسة ومكناسة وفاس وبلاد تادلا والمقدر . (هنا)

وقد أكد الرحالة والجغرافي البريطاني Thomas Shaw (1692-1751م) عن وجود قبائل عربية كبيرة تسكن في إقليم الجزائر وهم من بني معقل في القرن السابع عشر فيقول ؛ 《 على بعد اثني عشر ميلاً أسفل تلمسان، على ضفاف نهر يسر..، وتبدأ سهول زيدور من نهر يسر، وتمتد إلى وادي الملاح ثلاثين ميلاً، هذه البلاد الساحرة تروى بعدد كبير من الينابيع، وتسكنها قبيلتان عربيتان هما قبيلة زعير والأحلاف (Zeire & les Halfa) 》. (راجع هنا/هنا)

والراجح أنهم سمو زعير لإبتدعاهم وإنفصالهم عن باقي قبيلتهم التي مازال عدد مهم منها يقطن ببلاد درعة، أو قد.تكون نسبة لتسمية جدهم، ونشير إلى أن هناك مناطق في بلاد درعة لازالت تحمل إسم زعير كقصر زعير، كما يوجد وادي قرب درعة يسمى وادي زعير. (راجع هنا)

كا نذكر أن هناك عدة قبائل ومناطق في الجزيرة العربية تسمى بزعير، جاء في لسان العرب لابن منظور أن بالحجاز موضعاً يسمى : زعر. (راجع هنا)

كما توجد قبائل الزعيرات بالأردن وهي قبيلة كبيرة بها فروع في مصر كذالك (راجع هنا)، كما نجد قبيلة الزعير بالعراق وهي من الجلاعيد من عنزة كانت مواطنهم في نجد مع بني هلال(راجع هنا)، وآل زعير بالسعودية (راجع هنا).

فروع قبيلة زعير

تنقسم قبيلة زعير إلى ثلاث أقسام (الكفيان، المخاليف،المزارعة) وتتوزع القبائل على الشكل التالي :

قبائل الكفيان باللون الأزرق، وقبائل المخاليف باللون الأصفر، وقبائل المزارعة بالأسود.

______

راجع كتاب : قبيلة زعير قديما وحديثا لإبن سودة المري.

راجع كتاب : “وثائق لدراسة تاريخ قبائل زعير: من عهد السلطان المولى سليمان إلى عهد السلطان المولى محمد بن يوسف”. للدكتور بوعبيد التركي.

____

راجع مقال : الأصول الجينية لسكان زعير

راجع مقال : الأصول الجينية للمغاربة هنا.

السابق
الدارجة المغربية : الكُمشة
التالي
من مبادرات #اليوم_العالمي_للغة_العربية : مدرسة أحمد بن حنبل

اترك تعليقاً