تُعدّ الهجرة العربية إلى بلاد المغرب من أبرز الأحداث التاريخية التي شكّلت ملامح المنطقة ديموغرافياً وثقافياً وجينياً. بدأت هذه الهجرة في القرن السابع الميلادي مع الفتوحات الإسلامية، حيث انتشرت القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية نحو مصر وأرض المغرب .
وصف المؤرخون عظمة وكثافة هذه الهجرة وتأثيرها الجذري على تركيبة شمال إفريقيا السكانية. فنجد العلامة ابن خلدون يشبههم بالجراد، وابن الخطيب بأعشاش العنكبوت، وقال الحسن الوزان إنهم بلغوا “نصف سكان جزيرة العرب”. أما ابن عذاري المراكشي فأشار إلى أن عددهم تجاوز 130 ألفاً بين فارس وراجل دون احتساب الحرم، بينما صرّح حسن حسني الصمادحي التجيبي أن عددهم كان يُقارب 400 ألف فارس دون احتساب الرجالة والحرم. وذهب المؤرخ والمستشرق الفرنسي وليام مارسيه إلى تقدير عدد القبائل الهلالية التي هاجرت لبلاد المغرب بمليون شخص، وهو رقم قريب مما قدره مارمول كربخال، واتفق معه العلامة الكانوني العبدي.
♦️ جينيا ؛
● نقرأ في دراسة سارة الكامل ؛ ” تشير التحليلات الجينومية الحديثة إلى أن المجموعة الجينية الحالية في شمال أفريقيا تأثرت بشكل أساسي بتدفق السكان القادمين من الشرق الذين غيروا البنية الجينية للسكان البربر الأصليين؛ ولم يسلم من هذا التأثير حتى الأمازيغ في المناطق الجبلية”.
إقرأ أيضا:بخصوص محاولة البعض أدلجة حملة لا للفرنسة وافتعال صراع وهمي بين العرب والامازيغSarra Elkamel, Lotfi Cherni, Luis Alvarez, Sofia L. Marques, Maria J. Prata, Sami Boussetta, Amel Benammar-Elgaaied & Houssein Khodjet-El-Khil : «The Orientalisation of North Africa : New hints from the study of autosomal STRs in an Arab population » Annals of Human Biology Volume 44, 2017 – Issue 2 ; Published online : 17 Jul 2016. Annals of Human Biology.
● نقرأ في دراسة سانشيز الجينية الصادرة سنة 2021 عن مجلة أوكسفورد العلمية، تحت إشراف المجلس الأعلى للتحقيقات العلمية الإسباني والتي تحمل عنوان «تاريخ سكان شمال أفريقيا استناداً إلى الجينومات الحديثة والقديمة»: ” إن هجرات ما بعد العصر الحجري الحديث ذات التأثيرات الجينية العالية على منطقة شمال إفريقيا تنقسم لاثنتين؛ أولاً: تدفق الجينات من جنوب الصحراء الكبرى، والذي كان بسبب طرق تجارة الرقيق، ثانياً: التعريب (الهجرة العربية) التي بدأت في القرن السابع ميلادي فأدت إلى تدفق الجينات من الشرق الأوسط إلى جميع أنحاء شمال أفريقيا، مما ساهم في تشكيل السلالة من الشرق إلى الغرب، للمكون الشرق أوسطي الموجود في سكان شمال إفريقيا الحاليين”.
Marcel Lucas-Sánchez, Jose M Serradell, David Comas ; «Population history of North Africa based on modern and ancient genomes». Oxford academic ; 2020.
إقرأ أيضا:فرنسا واستغلال المشاهير لتشويه سمعة المغرب● نقرأ في دراسة أرونا الصادرة سنة 2017م، التي كانت بعنوان «الهجرات التاريخية الأخيرة شكلت التجمع الجيني للعرب والبربر في شمال إفريقيا» ” أن عملية التعريب في شمال أفريقيا لم تكن مجرد عملية استبدال ثقافي بل كانت عملية استبدال ديموغرافي غيّرت بشكل جذري التركيبة الجينية في بلاد المغرب “.
Lara R Arauna : «Recent Historical Migrations Have Shaped the Gene Pool of Arabs and Berbers in North Africa» ; National Library of Medicine ; 2016. Oxford Academic.
● نقرأ في دراسة كندرا الصادرة عن جامعة أوكسفورد سنة 2022م، تحت عنوان «الحمض النووي البشري القديم وتاريخ السكان الأفارقة»، عن الأصول الجينية المكونة لسكان المغرب المعاصرين ” إن العديد من سكان شمال إفريقيا الحاليين يشبهون سكان الشرق الأدنى الحاليين من الناحية الوراثية أكثر من أولئك الذين يعيشون في جنوب الصحراء الكبرى “.
Sirak, K., Sawchuk, E., & Prendergast, M. (2022, May 18). Ancient Human DNA and African Population History. Oxford Research Encyclopedia of Anthropology. Retrieved 10 Apr. 2025.
● نقرأ في دراسة نورة ذهبي 2023 الصادرة عن مجلة «علم الوراثة الجزيئي والطب الجينومي» : ” بناءً على المخططين PC1 وPC3 ..، كانت مجموعة شمال إفريقيا متقاربة مع مجموعة شبه الجزيرة العربية، مما يدل على القرب الجينى بين سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “.
إقرأ أيضا:دراسة جينية عن سكان بني ملال وجماعة بني هلال بدكالة تؤكد الأصل العربي للمغاربةDahbi N, Cheffi K, El Khair A, Habbibeddine L, Talbi J, Hilali A, El Ossmani H. Genetic characterization of the Berber-speaking population of Souss (Morocco) based on autosomal STRs. Mol Genet Genomic Med. 2023 Jun ;11(6) :e2156. Doi : 10.1002/mgg3.2156. Epub 2023 Feb 27. PMID : 36852474 ; PMCID : PMC10265100.
● نقرأ في دراسة سراديل 2024 عن الفرق الجيني بين الناطقون بالعربية والامازيغية في ارض المغرب ؛ ” العرب والأمازيغ لم ينفصلوا مؤخرًا بسبب مسألة الجغرافيا أو الثقافة أو اللغة، لكن الاختلافات في تسلسل الجينوم تؤكد أنهم أصبحوا متمايزين وراثيًّا قبل أكثر من 20 ألف سنة بسبب اختلاف الحقب الزمنية التي استوطنت فيها المجموعتان شمال أفريقيا؛ إذ وصل الأمازيغ والعرب إلى شمال أفريقيا في حقب زمنية مختلفة “.
Serradell, J.M., Lorenzo-Salazar, J.M., Flores, C. et al. Modelling the demographic history of human North African genomes points to a recent soft split divergence between populations. Genome Biol 25, 201 (2024)