عمر بن عبد العزيز، المعروف بخامس الخلفاء الراشدين، يتميز بشخصيته الزاهدة والورعة. ولد لعائلة ذات نفوذ سياسي، لكنه اختار طريقًا مختلفًا عن معظم أفراد عائلته. رغم أنه تم تكليفه بأعمال مهمة تحت حكم أسلافه، إلا أنه فضل البقاء في المدينة المنورة لدراسة الدين والتاريخ الإسلاميين. هذا الاختيار جعله شخصية فريدة وسط خلفائه الذين كانوا أكثر تركيزًا على السلطة السياسية.
بعد وفاة سليمان بن عبد الملك، أوصى الأخير بعمر كخليفة جديد بسبب صفاته الحميدة وقدرته على الحكم. وعلى الرغم من تردده الأولي بسبب عدم وجود دعم شعبي مباشر، إلا أنه قبِل المهمة ووعد بتطبيق العدالة والإصلاحات الدينية. خلال فترة حكمه القصيرة نسبياً والتي دامت حوالي سنتين وخمسة أشهر، حقق العديد من الإنجازات الهامة.
إقرأ أيضا:كتاب الفيروسات: مُقدّمة قصيرة جدًّاأولاً، أدخل نظاماً مالياً فعالاً حافظ على الثروة العامة واستغلها بشكل جيد لتحسين حياة المواطنين. ثانياً، لعب دور رئيسي في جمع وتحقيق السنة النبوية، مما ساعد في توثيق وتعزيز الفهم للإسلام الأصيل. أخيراً، تغير نمط حياته تماماً بعد توليه الخلافة؛ حيث تخلى عن الترف الشخصي والنعيم