تتناول الدراسة المتعمقة لسبب نزول سورة الإخلاص مجموعة من الروايات التي تشير إلى أحداث مختلفة لكنها تصب جميعها في بوتقة واحدة؛ وهي تأكيد وحدانية الله ونفي أي نسب أو ولد عنه. وفقًا لأحد التفسيرات، جاء نزول السورة استجابة لرغبة المشركين في معرفة طبيعة الله سبحانه وتعالى عندما طالبوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتحديد نسبه. وقد نزل الوحي بسورة الإخلاص لتوضح بوضوح أنه لا يوجد له ابن ولا زوجة، وأن صفاته فوق كل الصفات البشرية.
وتشير رواية أخرى إلى رفض النبي صلى الله عليه وسلم لعرض كفار قريش بأن يعبدوه هم وآلهتهم بالتناوب لمدة عام كامل لكل طرف. هنا أيضًا، لعبت سورة الإخلاص دورًا رئيسيًا في بيان البراءة التامة من الشرك وأهله عبر التأكيد على وحدانية الخالق جل وعلا. وعلى الرغم من ضعف سند هذه الروايات بسبب وجود أخطاء في نقل الحديث، إلا أنها مدعومة بشواهد أخرى تؤكد نفس المعنى الأساسي للسورة.
إقرأ أيضا:الصحراء المغربيةومن المهم ملاحظة أن سورة الإخلاص تحمل أهمية كبيرة كونها تعدل ثلث القرآن الكريم حسب أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على مكانتها الخاصة بين سور القرآن الكريم. وبالتالي،
