تعدد الزوجات في الإسلام حكمة الشريعة وضوابطها

تعدد الزوجات في الإسلام ليس مجرد إباحة، بل هو نظام شرعي يحمل حكمة سامية تهدف إلى تحقيق مصالح دينية ودنيوية متعددة. فمن جهة، يهدف التعدد إلى درء الفتن في زمن الجهاد، حيث كانت الأرامل واللواتي فقدن عائلهن كثيرات، وكان التعدد وسيلة لحماية هؤلاء النساء من الوقوع في الفواحش، وتوفير عائل لهن. ومن جهة أخرى، يعكس التعدد نظرة الإسلام العادلة إلى النساء جميعهن، حيث ينظر الإسلام إلى جميع النساء بعين العدل، مما يجعل من التعدد وسيلة لضمان حقوق العوانس اللاتي لا أزواج لهن، ولمن مات زوجها وهي في مقتبل عمرها، وللنساء الكثيرات اللواتي قعدن بدون زواج.

بالإضافة إلى ذلك، يشدد الشرع الإسلامي على أهمية القدرة المالية والبدنية للرجل عند التفكير في التعدد، وعلى ضرورة عدم الخوف من عدم العدل بين الزوجات. فإذا لم يستطع الرجل العدل بينهن، فعليه أن يكتفي بواحدة. وبالتالي، فإن تعدد الزوجات ليس واجبًا، بل هو مباح، ويترك للرجل الاختيار بين الزواج بواحدة أو أكثر، مع مراعاة ضوابط الشريعة الإسلامية. فهم حكمة الشريعة وضوابطها يساعدنا على تقدير هذه الأحكام وتطبيقها بشكل صحيح.