في القرآن الكريم، يتم استخدام مصطلح “قرطاس” بشكل رمزي ودلالي قوي للإشارة إلى طبيعة الأدلة والبراهين المقدمة للمكذبين والمعاندين. وفقاً لآية الأنعام المذكورة، فإن تقديم كتاب مكتوب على قرطاس – وهو مادة كتابة تقليدية تشير عادةً إلى الجلد أو الورق – ليس مجرد دليل مرئي، بل هو تجربة حسية مباشرة يمكن لمسها بالأيدي. وهذا يشير إلى مستوى عالٍ من الثقة والدقة في الادعاءات المقدمة.
على الرغم من ذلك، يؤكد السياق القرآني أن هؤلاء الأشخاص لن يتراجعوا عن تكذيب الحقائق مهما بلغت وضوحها وجلاءها؛ فهم يستخدمون حجتهم بأن مثل هذه الأعمال هي أعمال سحر فقط لإدامة رفضهم واستمرارهم في طريق الضلال. هنا يكمن التأكيد على قوة العناد والإصرار على الخطأ لدى بعض النفوس البشرية، بغض النظر عن مدى جليّة الحقيقة أمام أعينهم. وبالتالي، يعد استخدام مصطلح “قرطاس” في هذا السياق رسالة ضمنية حول الطبيعة الإنسانية المترددة أحيانًا تجاه قبول الحقيقة عندما تتعارض مع معتقداتها الراسخة.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : اتْمَاكْ الحذاء الذي يلبسه الفارس