في الحديث النبوي الشريف “اليد العليا خير من اليد السفلى”، يبرز النبي محمد صلى الله عليه وسلم قيمة العمل الجاد والاستقامة في الدين والأخلاق الإنسانية. مصطلح “اليد العليا” هنا يشير إلى الإنفاق والكرم والإيثار، بينما تعكس “اليد السفلى” الأنانية والقصور الروحي والمادي. هذا الحديث يعلمنا أهمية البذل والعطاء بغض النظر عن الظروف الاقتصادية للشخص، فهو يشجع المسلمين على المساعدة في رفع مستوى المجتمع بدلاً من الانتظار للحصول على مساعدة من الآخرين.
إن الإنفاق ليس فقط عن الغني، بل أيضاً عن الفقير حسب قدرته، فكل ما يمكن تقديمه سواء كان مالاً أم وقتاً أم معرفة يعد جزءاً من اليد العليا. الجانب الأكثر عمقاً لهذا الحديث ينصب حول الدور الأخلاقي للإنفاق، فهو يعزز فكرة المسؤولية الاجتماعية ويؤكد على دور الأفراد كأعضاء نشيطين ومستجيبين للمجتمع. بالتالي، يحث المؤمن على التحول من مستقبل إلى مانح، مما يساهم بشكل مباشر في بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً.
إقرأ أيضا:التعلم العميق: ماهي الشبكات العصبية الاصطناعيةفي النهاية، يعبر الحديث عن جوهر التعاليم الإسلامية التي تشدد على العدالة الاجتماعية والتضامن بين البشر. إنه دعوة لكل مسلم ليجعل حياته ذات تأثير إيجابي داخل مجتمعه وخارجه، وذلك بتقديم الخدمات والبذل للآخرين بما يمتلكه من موارد ومهارات.