نعم، كما قرأت العنوان، حديثنا سيكون عن بن فرناس، عالم الرياضيات والفلك والكيمياء، عالم موسوعي وصاحب العديد من الابتكارات العلمية التي غيرت وجه العالم، لكنك تجد مناهج “ربعة دريال زريعة” تذكر فقط محاولته الطيران بقصد بالاستهزاء منه، رغم أن تلك المحاولة تدخل ضمن ما يمكن تسميته “هواية” من هواياته إذا ما قارناها بإنجازاته العلمية الكبيرة، ونذكر منها:
-ذات الحلق:
اخترع ابن فرناس هذه الآلة بنفسه بهدف إجراء العمليات الحسابيّة، والملاحظات الفلكيّة التقريبيّة، حيث تشبه هذه الآلة الاسطرلاب في رصد الشمس، والقمر، والنجوم، والكواكب، وأفلاكها ومداراتها.
-الميقاتة:
تُعد هذه الآلة ساعةً تعمل بالطاقة المائيّة، اخترعها ابن فرناس لمعرفة الأوقات بدقة، حيث تعمل بمبدأ تدفق الماء بشكلٍ رئيس.
-صناعة الزجاج:
كان عباس بن فرناس أول من استنبط طريقة صناعة الزجاج الشفاف ذي الجودة العاليّة من الحجارة والرمل، وذلك في القرن التاسع الميلادي، بالإضافة إلى إنتاج زجاج الكوارتز، والزجاج عالي النقاء.
-المنقالة:
تُعد المنقالة إحدى الآلات الهندسيّة والعلميّة الدقيقة المستخدمة في حساب الزمن، حيث ما زال هناك نموذج منها في المسجد الكبير في مدينة طنجة.
-القبة السماوية:
تُعد القبة السماوية من إبداعات ابن فرناس الباهرة التي كان يتوافد الناس إلى بيته ليستمتعوا بجمالها، حيث مثلت هذه اللوحة السماء بكل ما تحويه من الشمس، والقمر، والنجوم، والغيوم، والبروق، والرعود، والكواكب، والمدارات، وغيرها.
-النظارات الطبية
يعد أول من ابتكر النظارات الطبية مستخدماً عدسات تصحيح الرؤية لمشاكل مثل “عدم وضوح الرؤية”.
-تقطيع أحجار الكريستال
قام بتطوير طريقة تقطيع الكريستال الصلب (الذي يستخدم في صناعة العدسات والمناظير) وأحجار المور، حيث كان قديماً يعد هذا العمل شاقاً جداً، وقد استخدم الأوروبيون طريقته في التقطيع وما زالت مستخدمة حتى الآن.
-قلم الحبر
يعد عباس بن فرناس أول من صنع قلم حبر في التاريخ، حيث قام بصناعة أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة للحبر حتى تصل إلى حافة مدببة للكتابة بنهاية الأسطوانة. كان يعد اختراعاً ناقلاً للبشرية من الكتابة بالريشة إلي القلم الحبري والذي تم تطويره فيما بعد.
أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن محاولة عباس بن فرنسا الطيران وهندسته لأجنة الطائرة لأول مرة في التاريخ البشري المعروف إنما كانت بعدما تجاوز السبعين من عمره وقد أنجز الكثير منه ما ذكرناه أعلاه.
اليوم تسمع من يسخر منه إما عن جهل أو خُبث.
نستمر بحول #لا_للفرنسة
