كان الإمام ابن حزم، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، شخصية بارزة في تاريخ الفكر الإسلامي في الأندلس. وُلد في قرطبة عام هجريًا، ونشأ في بيت جاه وسلطان، مما سمح له بالتعلم من كبار العلماء في عصره. امتاز ابن حزم بذكائه الكبير وذاكرته القوية، بالإضافة إلى طيب الأصل وعلو الهمة. كان فقيهًا متميزًا في الفقه والشريعة والحديث والأدب والتاريخ والفلسفة. رغم عنفه وحادته في المزاج، إلا أنه كان يتميز باستقلالية الموقف، وتوازنه العاطفي، وضبط انفعالاته وتصرفاته.
ترك ابن حزم إرثًا علميًا غنيًا، حيث ألف العديد من المؤلفات والمصنفات، منها ما هو موجود حتى الآن ومنها ما اندثر. من أهم مصنفاته الموجودة “الإحكام في أصول الأحكام”، “أسماء الصحابة والرواة”، “منظومة في قواعد أصول فقه الظاهريّة”، “التلخيص لوجوه التخليص”، “جمهرة أنساب العرب”، و”ديوان ابن حزم”. كما ترك مصنفات مفقودة مثل “الإظهار لما شنع على الظاهريّة”، “أسماء الله الحُسنى”، “الإملاء في قواعد الفقه”، و”ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس”. كان ابن حزم تلميذًا للفقيهابن عبد البر، وكان له دور بارز في تدريس طلاب العلم. توفي ابن حزم في شهر شعبان عام هجريًا، تاركًا وراءه إرثًا علميًا غنيًا.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : القلقولة