نيلسون مانديلا، الذي عُرف بلقب “ماديبا”، كان شخصية بارزة في تاريخ جنوب أفريقيا الحديث. ولد في ظل ظروف بسيطة، حيث فقد أباه وهو صغير وتحت رعاية أحد الزعماء المحليين، ما شكل رؤيته الاجتماعية والسياسية المستقبلية. انخرط مانديلا في النشاط السياسي منذ سن مبكرة، وشارك بشكل فعال في تأسيس رابطة الشباب داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. طوال حياته المهنية السياسية التي امتدت لأكثر من نصف قرن، قاد العديد من الحملات السلمية مثل حملة التحدي ومؤتمر الشعب. رغم مواجهته للسجن لفترات طويلة – منها ١٨ سنة قضاها في جزيرة روبن – إلا أنه استمر في الدفاع عن حقوق الإنسان والحكم العادل. حتى خلال محنته الصحية، حصل على درجة البكالوريوس في القانون عبر التعليم المفتوح. وبعد الإفراج عنه، لعب دوراً محورياً في الانتقال السلمي نحو حكم ديمقراطي مشترك مع فريدريك ويليام دي كليرك، الأمر الذي جلب له جائزة نوبل للسلام. وعلى الرغم من وفاته بسبب مضاعفات صحية عام ٢٠١٣، فإن تراث مانديلا باقٍ كرمز للتسامح والنضال غير العنيف ضد نظام الفصل العنصري.
إقرأ أيضا:يتخرّق (يكذب ويخادع)
