مقالات متنوعة

الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 3 (أبو العلاء زهر)

عرف بأبي العلاء زهر، وصحف اسمه باللغة اللاتينية في القرون الوسطى على أشكال شتى، أشهرها (أبو اليزرو)، وهذا دليل على شهرته وسير اسمه في أوساط الطب وحلقات الأطباء الأوروبيين إذ ذاك.

ثالث اسم يتألق في أسرة العلم والطب، اسمه زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان. مارس الطب وهو صغير فاطلع على دقائق المهنة، وكان قد أتقن هذا العلم على أبيه كما درس الفلسفة والمنطق وأخذ الأدب والحديث من شيوخ قرطبة.
عرف بأبي العلاء زهر، وصحف اسمه باللغة اللاتينية في القرون الوسطى على أشكال شتى، أشهرها (أبو اليزرو)، وهذا دليل على شهرته وسير اسمه في أوساط الطب وحلقات الأطباء الأوروبيين إذ ذاك.
وقد تدفق الطلاب عليه من كل حدب وصوب لشهرته وتبحره، وتخرج على يده عدة تلاميذ، واستدعاه المعتمد بن عباد إليه والتحق ببلاطه في أشبيلية حتى حكم المرابطون، فالتحق ببلاط السلطان يوسف بن تاشفين وولاه منصب الوزارة.
ولقد أصبح علماً في تشخيص الأمراض لدرجة أنه كان يعرف مرضاه لأول نظرة ولا يحتاج أن يسألهم عن آلامهم، وإنما يعرف أمراضهم بالنظر فقط إلى قواريرهم وبجس نبضهم، ويطلق النفسانيون على هذا النوع من العمل المعتمد على الخبرة اسم “الحكم العملي”. وعرف بتلطفه مع المرضى.
صنف كتبا طبية عديدة منها: (النكت الطبية) الذي ألفه لابنه عبدالملك وهدف منه إلى توفير دليل عملي للنظر في أحوال المرضى، وسرد نصائح يربط فيه بين انتشار الأمراض والأحوال الجوية خاصة في مراكش.
وكتاب “المجربات” وهو عبارة عن الملاحظات الطبية التي وضعها بمراكش، وأمر بجمعها -بعد موته بعام- الأمير علي بن يوسف بن تاشفين.
وكذلك له كتاب (التذكرة) و(الأدوية المفردة) و(حل شكوك الرازي) وكتاب (الخواص)، وغيرها من الكتب والرسائل.
وقد بلغ من المهارة والشهرة الفائقة ما جعل قاضي قضاة أشبيلية العلامة ابن منظور القيسي يستغرب أن يمرض الطبيب ابن زهر، فلقد توفي في قرطبة من تأثير نُغْلة -دمَّل فاسد- بين كتفيه. ونقل جثمانه إلى إشبيلية، إلا أن ابن أبي أصيبعة يقول أنه توفي بإشبيلية.
وخلفه بعده ابنه أبو مروان عبد الملك أعظم أطباء الأسرة، بل أشهر أطباء الأندلس في زمانه.

إقرأ أيضا:القبائل العربية في الأندلس

ذكر صاحب التكملة عنه بالآتي: «أن زهراً أنسى الناس من قبله إحاطةً بالطب وحذقاً لمعانيه، حتى أن أهل المغرب ليفاخرون به وبأهل بيته في ذلك. وحل من سلطان الاندلس محلاً لم يكن لأحد في وقته، فشارك الولاة في تدبير شؤون البلد»

السابق
الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 2 (أبو مروان عبد الملك)
التالي
الأخطاء المرتکبة في مقررات اللغة العربیة

اترك تعليقاً