يعرض النص بصورة مؤثرة ثلاثة أمثلة بارزة للمدن الفلسطينية المهجرة – يافا، حيفا، وبئر السبع – والتي تكشف حجم الدمار الاقتصادي والثقافي الناجم عن تهجير السكان الفلسطينيين. كانت هذه المدن ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، إذ شهدت ازدهارا اقتصاديا وسياحيا ملحوظا. ومع ذلك، وبعد احتلال إسرائيل لهذه المناطق خلال النزاع المسلح، اضطر آلاف الفلسطينيين للهروب من ديارهم، تاركين وراءهم تراثهم الثقافي الغني والمظاهر المادية لحضارتهم.
في يافا، مثلا، كان القطاع التجاري يعيش فترة ذهبية بفضل تصدير منتجاتها الشهيرة عالميا مثل البرتقال وزراعة محاصيل أخرى. وكانت أيضا مركزا ثقافيا نابضا بالحياة، حيث صدرت العديد من المجلات والصحف المحلية. وفي حيفا، ظهرت صناعات حديثة مثل إنتاج المواد الغذائية والأدوات المعدنية وصناعة الملابس. حتى أن المدينة كانت رائدة في توليد الطاقة الكهربائية باستخدام البخار. أما بئر السبع، فهي نقطة اتصال استراتيجية تربط مناطق مختلفة من فلسطين بالنقب والأردن. وكان فيها مجتمع مزدهر يتنوع دخله ويملك مهارات عملية مميزة.
إقرأ أيضا:الأندلس العربية الاسلاميةلكن الاحتلال الإسرائيلي غير خريطة هذه المدن تماما