بحوث في علم الجينات

إنسان إيغود والبشر المعاصرين

إنسان إيغود

سنة 2017، اكتشف بجبل إيغود بمنطقة اليوسفية (غرب المغرب) جمجمة لأقدم إنسان عاقل، هوموسابيان، عثر عليها في العالم. حيث عاش ذلك الإنسان بالمغرب كما يزعم قبل 300 ألف سنة على الأكثر من الآن، أي أقدم ب 100 ألف سنة مما كان يعتبر لأمد قريب أقدمها، إنسان شرق إفريقيا (200 ألف سنة).

يقول عالم الحفريات جون فليجل من جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك : ” هذه الأشياء أقدم بزمن ونصف من أي شيء آخر تم طرحه باسم الإنسان العاقل”.

أولا : إنسان إيغود عصره وشكله

إنسان إيغود هو من فئة الإنسان العاقل القديم (Homospien)، وهو إنسان عاش في العصر الحجري المتوسط قبل 200 ألف سنة في مكان مجهول بحيث أنه إكتشف في المغرب وليس ناشئا فيه، وفي هذه الفترة لم يكن هناك عرق وكان عدد البشر محدود لا يتعدى 50 فما إكتشف في جبل إيغود هو 5 أشخاص فقط.

وبالتالي فإسقاط أصل عرقي على هذا الكائن الشبيه بالبشر هو ضرب من الخيال، ويبقى مجرد هرطقة علمية من أشخاص لا علاقة لهم بالتخصص والعلوم.

إقرأ أيضا:تعرف على المنصة العربية: نعم للعربية ولا للفرْنسَة

كما أن إنسان إيغود، هو إنسان مختلف جدا عن البشر المعاصرين، وهو ينتمي للأفارقة شكلا أكثر من سكان شمال إفريقيا المعاصرين، المنتمين في غالبهم لأصول جينية مشرقية كما بينا في مقال سابق راجعه (هنا).

فقد إكتشف هوبلين وعالم الحفريات البشرية فيليب جونز، من ماكس بلانك أيضًا في لايبزيغ، أن إنسان إيغود له جمجمة جزئية جديدة بها نتوءات جبينية رفيعة. ووجهه مطوي تحت الجمجمة بدلًا من أن يبرز للأمام…، كما أن حفريات جبل إرهود كانت تحتوي أيضًا على علبة دماغية طويلة وأسنان “كبيرة جدًا”، مثل الأنواع القديمة من الإنسان، وهذا ما يجعله مختلفا عن الإنسان الحديث المتطور.

وقد قام معهد ماكس بلانك الألماني المشرف على الحفريات والدراسات التي خصت جبل إيغود، بعمل محاكاة للشكل الذي كان عليه إنسان إيغود، وقد ثم إنشاء مجسم شمعي لهذه المحاكاة وضع في متحف ألمانيا.

راجع المجسم على متحف «ENEANDERTHAL MUSEUM»، هنا، وراجع زيارة للمجسم مباشرة هنا.

أما موقع «Science Photo Library»، فقد أعد مجسما تقريبيا لشكل إنسان إيغود حسب المعلومات المتوفرة، فكانت النتيجة :

راجع مصدر الصورة هنا.

ثانيا : جدل إنسان إيغود، وجيناته

طرح إنسان إيغود جدلا كبيرا في الوسط العلمي بحيث أن طائفة من العلماء قالت بأنه لا ينتمي للإنسان العاقل يقول جيفري شوارتز، عالِم الحفريات بجامعة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، إن الاكتشافات الجديدة مهمة، لكنه غير مقتنع بضرورة اعتبارها إنسانًا عاقلًا.

إقرأ أيضا:بلدان وأراضي غير أوروبية لازالت تحتلها فرنسا

كما أعرب جون هوكس، عالم الحفريات البشرية بجامعة ويسكونسن ماديسون، عن قلقه بشأن ادعاءات مؤلفي الدراسة بأن الحفريات المغربية تنتمي إلى فرع الإنسان العاقل .

وهكذا فإن الشك العلمي حول هذه الحفريات لازال قائما، سواء حول إمتداد أشباه الإنسان هؤلاء أو مكان نشئتهم أو إرتباطهم بالإنسان الحديث، جاء في الورقة البحثية التي نشرتها مجلة Nature البريطانية “يؤكد هوبلين وزميله شانون ماكفيرون أنهما لا يستطيعان حتى الآن تحديد مكان تطور الإنسان الحديث في القارة بدقة “. (راجع هنا)

بعد إشارتنا للجدل العلمي الذي طرحه إنسان إيغود، بقي لنا أن نتطرق لأصوله الوراثية وهل له إمتداد جيني مع البشر الحالين ؟

الجواب بكل بساطة هو لا، فإنسان إيغود هذا لم يستخرج منه العلماء أي حمض نووي من الأساس حتى يقارنوه مع باقي العينات القديمة وجينوم البشر المعاصرين.

جاء في الورقة البحثية المنشورة على مجلة Nature : “يقول هوبلين إن فريقه حاول وفشل في الحصول على الحمض النووي من عظام جبل إرهود. وكان من الممكن أن يحدد التحليل الجينومي بوضوح ما إذا كانت البقايا تنتمي إلى السلالة التي أدت إلى الإنسان الحديث “.

إقرأ أيضا:عدد سكان المغرب في القرن 18

وعليه فإن أي إدعاء بأن إنسان إيغود له إمتداد جيني في طائفة معينة من البشر هو محض هرطقة علمية.

فالعلماء الذين قاموا بدراسة هذا الإنسان أكدو أنه لا يوجد أي دليل علمي على إعتبار أشباه بشر إيغود أسلاف للبشر الحاليين.

راجع هنا

___________

المقال عبارة عن تخليص لما ورد في الدراسات العلمية المنشورة على المجلات العلمية المحكمة كما يلي :

مجلة Nature : راجع هنا

مجلة Science : راجع هنا

مجلة National Geographic : راجع هنا

السابق
الدارجة المغربية : مضَعضَع
التالي
اللهجة العروبية بالمغرب

اترك تعليقاً