مقالات متنوعة

القراءة التخصصية لنفع الأمة الإسلامية

إهداء:
لأرواح شهداء وشهيدات العد/وان الص/ه/يون/ي على غز/ة الأبية، خير رباط الأمة، هناك حيث الم/قاو/مة الإس/لامية تدافع عن شرف أمة، لم ولن ننساكم دائما في قلوبنا، المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، سيسمع العالم صوتنا يوما ما،وغدا لناظره قريب.

تعلب القراءة دورا هاما في تطور الشعوب والحضارات، حيث يشارك فعل التثقف في تطوير شخصية الفرد وارتقاءه فكريا، مما ينعكس إيجابا على المستوى الفكري العام للأمة جمعاء، فارتقاء الفرد هو ارتقاء للأمة التي ينتمي لها، وبمجموع الارتقاءات الفردية يرتقي المجموع، لذلك كان لزاما التأكيد على فضل القراءة ودورها في التطوير الذاتي، خاصة إذا صاحب التأمل و التفكر هذه العملية، مع التدوين للأفكار والخواطر ذات الوقع الإيجابي والتأثير البين. لكن لن يستطيع المرء أن يقرأ في كل العلوم والفنون، ولن يحيط بكل فروع المعرفة، فلا عمره يكفي ولا ظروف الحياة المعاصرة تسمح بذلك، لذلك كان لزاما الحرص على التخصص المعرفي لكي تستفيد الأمة من قراءات أفرادها. دونكم تصميم مقالنا :
إهداء
تقديم
المحور الأول : محاسن القراءة العامة التثقيفية
المحور الثاني: التخصص المعرفي في الفعل القرائي ومساهمته في نهضة الأمة.
خاتمة

-محاسن القراءة العامة التثقيفية

لا يجادل اثنان في دور القراءة في الرفع من منسوب الوعي والثقافة، حيث تتيح الاطلاع على معلومات شتى في مجالات مختلفة ومتنوعة، كما أنها تزيد من ذكاء القارئ وقوة شخصيته، فمن يمتلك المعرفة يمتلك قوة ناعمة يستطيع بها مواجهة التجبر والطغيان المعرفي الذي يحاول بعض المتعالمين أن يتظاهروا به أمام الملء، كما أن القراءة تساهم في مواجهة النسيان، فيملك القارئ ذاكرة قوية لا تشيخ أبدا! وكما قال أحد أعلام أمتنا الكبار أن القراءة من النعيم المعجل في الدنيا، وإذا أردت أن تعرف فضل القراءة فعليك بمطالعة سيرة الجاحظ الذي كان يكتري دكاكين الوراقين(الوراقين هم موظفون يقومون بنسخ الكتب، أي أنهم يقومون بدور المطبعة في العصر الحالي) ليلا ويظل يقرأ الكتب حتى يبزغ الفجر، وظل وفيا للكتاب حتى لقي حتفه في مكتبته الخاصة، بعد أن سقطت عليه كومة كتب فأردته قتيلا، فكما يُقال من الحب ما قتل،لكن الجاحظ عاصر حقبة تاريخية كانت فيها المعرفة غير متشعبة بهذه الشاكلة في عصرنا، وكانت نظرية وحدة المعرفة سائدة أما في عصرنا الحالي لا يمكن أن تلم بكافة مجالات المعرفة، فالعلوم تشعبت كثيرا ولا مناص من التخصص الدقيق، لكن دون الانغلاق العميق.
-التخصص المعرفي في الفعل القرائي ومساهمته في نهضة الأمة.

إقرأ أيضا:المسلم المعاصر بين التطوير الذاتي و التزكية الروحية الشاملة.

أصبح من الضروري أن تساهم القراءة في نهضة الأمة، وإلا كانت مجرد تضييع للوقت ولا فائدة تُذكر من ورائها، ولا يتأتى هذا المبتغى دون أن يركز القارئ في مجال واحد يقرأ فيه، باستمرار ويتخصص فيه(ليس كتخصص الجامعة)،فالتخصص القرائي تقبل عليه بشغف ورغبة في المساهمة في تقدم أمتك، أما تخصصك الأكاديمي فغالبا أنت لا تطيقه في قرارة نفسك(ليس تعميما وإنما تعليقا بناء على معطيات معينة) ، إنما مجموعة من الظروف هي من دفعتك لتدرسه، ويذكر العديد من الخبراء طرق وتقنيات للتمكن من علم معين، قراءة مثلا 10000 ساعة(قانون مالكوم جلادويل) تجعلك خبيرا في هذا العلم، أما قراءة 20 ساعة فتجعلك ملما بأساسياته،أما قراءة وتعلم لمدة 700 ساعة بمعدل ساعة يوميا تساوي سنتين تقريبا، فقد تجعلك ماهرا ومتكنا من هذا العلم، كما أن الكتاب المرجع في علم معين لا يُقرأ مرة واحدة بل مرات ومرات حتى يُهضم محتواه، وهنا تبرز فائدة التكرار المتباعد وهو تقنية تم ذكرها في محاضرة تعلم كيف تتعلم، حيث تقوم على التكرار من وقت لأخر حتى تترسخ المعلومة في الذهن وتنتقل من الذاكرة القصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
ولا مناص من تقييد الفوائد فكما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
العلم صيد والكتابة قيده* قيد صيودك بالحبال الواثقة
ثم بعد التقييد يعود المرء لمناقشة المكتوب والخروج برأي وخاطرة، حتى لا تكون تلك القراءة عابرة ولا تفيد تلك الذاكرة، فما أكثر القراء وما أندر المتأملين والمتفكرين فيما يقرأون وما يدخلون لعقولهم، فالمعرفة كما الطعام فيها المسموم الذي يضر الجسم وربما قتله، وفيما الطيب الذي يفيد الجسم وينميه، فاحذر مما تدخل لعقلك فربما كانت معلومات تطمس البصيرة وتعمي عن رؤية الحق.
فلنتخيل مجتمعا إسلاميا كل أفراده مثقفون وكل واحد فيهم يتقن علما معينا، فلا تظنن أنني حينما أتحدث عن القراءة أقصد القراءة النظرية فقط! بل إني أقصد القراءة التي تهدف لتطبيق المعرفة على أرض الواقع، كتعلم مهارة وتطبيقها حتى إتقانها، حتى نحقق الاكتفاء الذاتي من المهارات ولا يتسلط علينا خبيث بمعرفته.

إقرأ أيضا:الأسماء العربية الأصيلة لأوقات الساعات الأربع والعشرين

وفي الختام إننا محتاجون للقراءة كحاجتنا البيولوجية للطعام والشراب، كما أنها (أي القراءة) ستساهم لا محالة في تكوين أفراد قادرين على أن يستقلوا بذواتهم ويتعلموا مهارات متنوعة تمنكهم من الاندماج في مجتمع القرن الواحد والعشرين متسلحين دائما بمرجعية إسلامية، فقراءتنا نحن المسلمون يجب أن تكون مرتبطة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وبغيرهما لن تقوم لنا قائمة، فاجعل للقرآن وللسنة حصة الأسد من قراءتك بعد ذلك أتقن مهارة واكف أمتك حاجتها منها.

إقرأ أيضا:مذكرات باحث عن الحياة
السابق
#تطبيق السنة الإدارية
التالي
إحتماليا، هل يمكن اختراق محافظ البيتكوين؟

اترك تعليقاً