التعليم وأداته الخفية للتحكم الاجتماعي

في النقاش حول استخدام التعليم كأداة خفية للتحكم الاجتماعي، برزت وجهتا نظر متناقضتان جزئيًا ومتكاملتان في الوقت ذاته. من جهة، يرى عبد الباقي بن البشير أن التعليم يعمل كآلية فعالة لتنفيذ التأثيرات الاجتماعية والثقافية، حيث يعكس نظام التعليم القيم والمواقف السائدة في المجتمع، وبالتالي يُعيد تشكيل تفكير الناس واستجاباتهم بما يتماشى مع التوجهات السياسية الحالية. هذا المنظور يسلط الضوء على دور التعليم كأداة سيطرة خفية. من جهة أخرى، يدافع عبيدة التونسي عن فكرة أن التعليم يمكن أن يكون وسيلة للنهضة والاستنارة الذاتية، بعيداً عن أي ضغط خارجي أو هيمنة. ويشير إلى أن العملية التربوية يمكن أن تساهم في تطوير الوعي لدى الأفراد ضد الرقابة المستترة للأنظمة العليا. وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق كامل حول هذه المسألة المعقدة، إلا أن النقاش أسفر عن فهم أعمق لدور التعليم الشامل وكيف يمكن استخدامه لتحقيق أغراض مختلفة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ضمن السياقات المتنوعة للمجتمعات البشرية اليوم.

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : حَوْلي
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
هل تعزز الديمقراطية تحديدًا السيطرة على السياسة من قبل الأحزاب القديمة؟
التالي
أمراض نفسية والتجارب التجارية جدلية التشخيص والمصلحة

اترك تعليقاً