مقالات متنوعة

مدن العرب في الأندلس

قال أحمد بن محمد الرازي (888-955م) ؛ 《 أول من سكن الأندلس بعد الطوفان على ما يذكره علماء عجمها قوم يعرفون بالأندلس بشين معجمة بهم سمى البلد ثم عرب 》. (راجع من كتاب الحميري هنا)

وإن غالب القبائل العربية التي هاجرت للأندلس إستقرت في المدن والأماكن الخصبة يقول المؤرخ البريطاني هيو كينيدي (Hugh Kennedy) : “ يميل الأشخاص من نفس الخلفيات القبلية والعرقية إلى الاستقرار في نفس المناطق وفي المناطق التي يعتبرونها مناسبة لنمط حياتهم، ولهذا استقر العرب بشكل عام في المدن الرئيسية والمناطق المروية الخصبة “.

يقول إبن رستة العالم الجغرافي الفارسي (912م) في كتاب الاعلاق النفيسة عن توزيع العرب في مدن الأندلس : “ ومن أراد جزيرة الأندلس…، حتى يصير إلى بَلَدِ تُدمير (Tudmir) وهو بَلَد واسع عامر فيه مدينتان يقال لإحداهما العَسْكَرُ والأُخْرَى لورقة (Lorca) في كل واحدة منبر، ثُمَّ يخرج منها الى المدينةِ الَّتى يَسْكُنُها المُتَقَلِّبُ من بني أمية، وهي مدينة يُقال لها قرّطْبة فيسيرُ سِتَّةَ أَيَّامٍ من هذا الموضع في قرى مُتَّصِلة وعمارات ومروج وأَوْدِيَةٍ وَأَنْهَارٍ وعُيونٍ ومزارع، وقَبْلَ أَن يَصير إلى مدينة قرطبة من تُدْمِيرَ يَصِيرُ الى مدينة يقال لها البيرةُ (Elvira) نَزَلَها مَنْ كان قَدِمَ البَلَدَ من جُنْدِ دِمَشْقَ من مُضَرَ وجُلُّهم قَيْس وأفناء قبائل العرب بينها وبين قرطبة مسيرةُ يَوْمَيْنِ، وغَرْبِيَّها مدينة يقال لها ريَهُ (Rayya) نَزَلَها جُنْدُ الْأَرْدُنِ وهِم يَمَنْ كُلُّهم من سائر البطون، وغربي ريّة مدينة يقال لها شَدونةُ (Sidonia) نَزَلَها جُنْدُ حِمْصَ وَأَكْثَرُم يمن وفيهم من نِزارٍ نَفَر يَسيرٌ، وغَرْبِيَّ شَدونة مدينة يقال لها الجزيرةُ نَزَلَها البَرْبَرُ وأَخْلاطٌ من العَرَبِ قليل، وغربي اشبيلية مدينة يقال لها لَبلةُ (Niebla) نَزَلَها العرب أَوَّلَ ما دُخِلَ البَلَدُ مع طارق مَوْلَى موسى بن نُصَيْرٍ اللخمي، وغربيها مدينة يقال لها باجة (Beja) نَزَلَها العربُ أَيْضًا مع طارق…،ثُمَّ يَخْرُجُ من قرطبة مشرقا إلى مدينة يقال لها جَيّانُ (Jaén) وبها مَنْ كَانَ مِن جُنْدِ قنسرين والعواصمِ وهم أخلاط منَ العَرَبِ مَن مَعَدّ واليَمَنِ، ومن جيان ذات الشمال إلى مدينة طليطلة مدينة منيعة جليلة ليس في الجزيرة مدينة أمنع منها وأهْلُها مخالفون على بني أُمَيَّةَ وهم أخلاط من العَرَبِ والبَرْبَرِ والمَوالى ولها نَهَر عَظِيمٌ يقال له دوير..، “. (راجع المصدر، هنا)

إقرأ أيضا:التعلم العميق: ماهي الشبكات العصبية الاصطناعية

أولا ؛ مدينة قرطبة حاضرة العرب ؛ يُحَلِّي ابن بسام الشنتريني( 1058-1147م)، قرطبة وأهلها قائلا : “وبالجملة فأكثر أهل بلاد هذا الأفق -يعني قرطبة خاصةً والأندلس عامَّة- أشراف عرب المشرق افتتحوها، وسادات أجناد الشام والعراق نزلوها؛ فبقي النسل فيها بكل إقليم، على عرقٍ كريم، فلا يكاد بلد منها يخلو من كاتب ماهر، وشاعر قاهر“. (راجع المصدر هنا)

ثانيا ؛ مدينة إشبيلية ؛ هذه المدينة عمرها عرب الفتح ومن إنضاف لهم من عرب بني هلال في زمن الموحدين ؛ يقول إبن بسام الشنتريني : “وحضرة إشبيلية على قدم الدهر كانت قاعدة هذا الجانب الغربي من الجزيرة، وقرارة الرياسة ومركز الدول المتداولة، ومنها مهدت البلاد، وانبثت الجياد، عليها الفرسان، كأنها العقبان، وبهذا الأفق نزل جند حمص من المشرق فسميت حمص، ولما كانت دار الأعزة والأكابر، ثابت فيها الخواطر، وصارت مجمعاً لصوب العقول وذوب العلوم، وميداني فرسان المنثور والمنظوم“.(راجع هنا)

وعن استيطان بني هلال فيها يقول مؤرخ الموحدين عبد الواحد المراكشي؛ 《 ولما أراد عبد المؤمن بن علي الجواز إلى الأندلس، استنفر أهل المغرب عامة فكان فيمن استنفره العرب وهم قبائل من هلال بن عامر..، فكتب إليهم رسالة يستنفرهم إلى الغزو بجزيرة الأندلس، فاستجاب له منهم جمع ضخم، فلما أراد الانفصال عن الجزيرة رتبهم فيها، فجعل بعضهم من نواحي قرطبة، وبعضهم من نواحي إشبيلية مما يلي مدينة شريش وأعمالها ؛ فهم بها باقون إلى وقتنا هذا – وهو سنة 1224م وقد انتشر من نسلهم بتلك المواضع خلق كثير، وزاد فيهم أبو يعقوب وأبو يوسف حتى كثروا هنالك ؛ فالجزيرة اليوم من العرب من زغبة ورياح وجشم بن بكر وغيرهم نحو من خمسة آلاف فارس سوى الرجالة 》. (راجع هنا)

إقرأ أيضا:تشابه الزي الجبلي المغربي والسعودي

ثالثا ؛ مدينة غرناطة ؛ يقول إبن الخطيب الأندلسي في مدح أهلها وبنائها قائلا : “ورأيت أن هذه الحضرة التي لا خفاء بما وفّر الله من أسباب إيثارها، وأراده من جلال مقدارها، جعلها ثغر الإسلام ومتبوّأ العرب الأعلام، قبيل رسوله، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وما خصّها به من اعتدال الأقطار، وجريان الأنهار، وانفساح الاعتمار، والتفاف الأشجار. نزلها العرب الكرام عند دخولهم مختطّين ومقتطعين، وهبّوا بدعوة فضلها مهطعين، فعمروا وأولدوا، وأثبتوا المفاخر وخلّدو“. (راجع المصدر هنا)

رابعا ؛ المدن التي نزلها الشاميون ؛ يقول إبن خلدون الحضرمي عن كثرة العرب الشاميين الذين نزلوا على الوالي أبو الخطار حسان بن ضرار الكلبي، وأماكن إستيطانهم قائلا ؛ ” وقدم أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي، من قبل حنظلة بن صفوان عامل أفريقية، وركب إليها البحر من تونس سنة خمس وعشرين فدانت له أهل الأندلس وأقبل إليه ثعلبة وابن أبي سعد، وإبنا عبد الملك فلقيهم وأحسن إليهم واستقام أمره. وكان شجاعا كريما ذا رأي وحزم، وكثر أهل الشام عنده ولم تحملهم قرطبة ففرقهم في البلاد، وأنزل أهل دمشق البيرة لشبهها بها وسماها دمشق، وأنزل أهل حمص أشبيلية وسماها حمص لشبهها بها، وأهل قنسرين جيان وسماها قنسرين، وأهل الأردن ريّه وهي مالقة وسماها الأردن. وأهل فلسطين شدونة وهي شريش وسماها فلسطين، وأهل مصر تدمر وسماها مصر“. (راجع هنا)

إقرأ أيضا:التأثير الجيني العربي حاضر بقوة لدى الأندلسيين حسب دراسة جينية جديدة

خامسا ؛ إقليم أرش اليمن ؛ هو إقليم في شرق الأندلس يشمل عدة مدن أهمها مدينة بجانة (Pechina) ؛ يقول الحميري في《 الروض المعطار 》؛ ” بجانة بفتح الباء بعدها جيم مفتوحة مشددة بعدها ألف وبعد الألف نون. مدينة بالأندلس، كانت في قديم الدهر من أشرف قرى أرش اليمن، وإنما سمى الإقليم أرش اليمن لأن بني أمية لما دخلوا الأندلس أنزلوا بني سراج القضاعيين في هذا الإقليم، وجعلوا إليهم حراسة ما يليهم من البحر وحفظ الساحل، فكان ما ضمنوا من مرسى كذا إلى مرسى كذا يسمى أرش اليمن، أي عطيتهم ونحلتهم “. (راجع الكتاب هنا)

سادسا ؛ مدينة طليطلة ؛ يقول المقري التلمساني ؛ “وأما المنتسبون إلى عموم كنانة فكثير وجلّهم في طليطلة وأعمالها، ولهم ينسب الوقّشيّون الكنانيون الأعيان الفضلاء الذين منهم القاضي أبو الوليد والوزير أبو جعفر، ومنهم أبو الحسين بن جبير العالم صاحب الرحلة..، ومن الأزد من ينتسب إلى الأنصار على العموم، وهم الجمع الغفير بالأندلس، قال ابن سعيد : والعجب أنّك تعدم هذا النسب بالمدينة وتجد منه بالأندلس في أكثر بلدانها ما يشذ عن العدد كثرة، ولقد أخبرني من سأل عن هذا النسب بالمدينة فلم يجد إلاّ شيخاً من الخزرج وعجوزاً من الأوس. قال ابن غالب: وكان جزء الأنصار بناحية طليطلة، وهم أكثر القبائل بالأندلس في شرقها ومغربها “. (راجع هنا)

سابعا ؛ مدينة إفراغة (Fraga) ؛ يقول صاحب 《تاريخ الأندلس》وهو مؤرخ أندلسي عاش في زمن دولة بني نصر الخزرجية (القرن 14م) ؛ “ذكر مدينة إفراغة جبرها الله تعالى، وإفراغة من قواعد شرق بلاد الأندلس وهي مدينة قديمة أزلية. وأهلها عرب في الأصل، نزلها قبائل من اليمن في أول الفتح ؛ فنسلهم بها، وأهلها صالحون أهل دين متين وبها عسل كثير، وزعفران كثير طيب. وعليها جبال منيعة وحصون وقرى كثيرة تزيد على ثلاثة آلاف قرية في كل قرية خطبة “. (راجع هنا)

ثامنا ؛ مدن عرب قيس ؛ يقول العلامة الفقيه الوزير الشاعر الأندلسي ابن الخطيب وهو يتكلم عن سوار بن حمدون أحد كبار أعلام عرب الأندلس قائلا ؛ ” قال أبو القاسم : كان سوار هذا بعيد الصيت، رفيع الذكر، شجاعًا، محبا في الظهور، حامي العرب وناصرهم. وكان له أربعة من الإخوة، مثله في الشجاعة، حضروا معه في الحروب في الفتنة، وهو الذي بنى المدينة الحمراء بالليل، والشمع تزهر لعرب الفحص، وبنى مدينة وادي آش (Guadix) لبني سامي وبنى مدينة منتيشة(Mondéjar) لبني عطاف بن الحصين، وبنى مدينة بسطة (Baza) لبني قحطبة وبني مسيرة، وبنى كورة جيان (Jaén) للعرب. ولولا أن الله من على العرب بسوار ونصره لما أبقى العجم والمولدون منهم أحدا “. (راجع المصدر هنا)

وأما بنو سامي فعنهم يقول ابن حزم الأندلسي ؛ “سامي الواد ياشيون من بني حاجب ابن المنتفق وكانوا ولاة وخدمة. ومن بني المنتفق ؛ أبو رزين لقيط بن عامر ” . (راجع هنا)

وأما بنو عطاف فقال عنهم ابن حزم الأندلسي ؛ “ومن بني خويلد بن سمعان بن خفاجة بنو الحصين بن الدجن بن عبد الله بمنتيشة بالأندلس ودارهم جيان (Jaén) ووادي اش (Guadix)؛ وهم بنو عطاف بن الحصين بن الدجن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن يحيى بن عامر بن خويلد بن سمعان؛ منهم كان إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صخر بن عطاف. (راجع المصدر هنا)

وعن بني قحطبة قال ابن حزم الاندلسي ؛ “ومن بنى سعد بن نبهان: قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن أكلب بن سعد بن عمرو بن عمرو بن الصامت بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان؛ وبنوه: الحسن، وحميد، وعبد الله، وشبيب، بنو قحطبة؛ وابن عمه لحّا: عبد الحميد بن ربعىّ بن خالد بن معدان؛ وابناه أصرم، وحميد أبو غانم، ابنا عبد الحميد؛ ومهدىّ بن أصرم، ومحمّد بن حميد، وأبو نصر ابن حميد أخوه، الذين مدح حبيب ورثى بالقصائد المشهورة؛ وبنو سدوس بن أصمع بن أبيّ بن ربيعة بن نصر بن سعد بن نبلهان، (وكلّ سدوس في العرب بفتح السين، إلا هذا وحده، فهو سدوس بالضم في السين الأولى)، ودار طيئ بالأندلس : بسطة (Baza) ، وتاجلة (Tíjola) ، وغليار (Galera) “. (راجع المصدر هنا)

______

⚠️ راجع باقي المعلومات في مقال 《العرب في الأندلسبالضغط هنا .

⚠️ راجع مقال 《التأثير الجيني العربي في الأندلس حسب دراسة جديدةبالضغظ هنا .

👈 إليكم صفحات من كتاب 《نفح الطيب》 للمقري التلمساني عن العرب في الأندس ؛

راجع الكتاب الأصلي هنا ؛

السابق
التأثير الجيني العربي حاضر بقوة لدى الأندلسيين حسب دراسة جينية جديدة
التالي
كتاب 《غناء العيطةالشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب》 لمؤلفه حسن نجمي

اترك تعليقاً