تعتبر الهوية الثقافية للشعوب موضوعًا غنيًا ومعقدًا، حيث تتداخل فيه العوامل التاريخية والجغرافية والبيولوجية. في هذا الإطار تأتي الدراسة الجينية حول سكان سوس لتسلط الضوء على جذور الهوية المغربية، وخاصةً العروبة. فعلى مر العصور، شهدت المنطقة تفاعلات متعددة بين شعوب مختلفة، مما أسهم في تشكيل التركيبة السكانية الحالية.
هذه الدراسة الجينية الحديثة الصادرة سنة 2023 ب 《Genetic characterization of the Berber-speaking population of Souss (Morocco) based on autosomal STRS》 تبرز لنا أبعاد جديدة لفهم الهوية المغربية، حيث تؤكد على الروابط الجينية التي تربط المغاربة بعرب الجزيرة العربية.
فقد كشفت الدراسة عن حقائق جد مهمة أهمها التأثير المشرقي العربي في منطقة سوس والمغرب عامة ؛ بحيث جاء في نتائج (Results) الدراسة ما نصه : ” وقد صنف التحليل التطوري السوس بالقرب من سكان أزرو وجنوب المغرب. وأظهرت مقارنة السكان تقاربًا بين السوس ومعظم سكان شمال إفريقيا، وكذلك مع سكان الشرق الأوسط والأوروبيين”.
كما خلصت إلى نتيجة أخرى هامة، إذ أن العلماء بعد مقارنة التقارب الجيني لسكان شمال إفريقيا وسوس مع باقي الشعوب تبين أن المغاربة أقرب وأكثر إرتباطا جينيا بالعرب ؛ بحيث جاء في الدراسة : ” كانت مجموعة شمال إفريقيا متقاربة مع مجموعة شبه الجزيرة العربية، مما يدل على القرب الجيني بين سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “.
إقرأ أيضا:طلبة الصين : اللغة العربية، مستقبل أفضل وأجملوفسرت الدراسة هذا القرب الجيني بين سكان سوس وعرب الجزيرة العربية بالقبائل العربية التي هاجرت لبلاد المغرب وإستوطنت المنطقة خاصة عرب بني معقل وبني هلال ؛ بحيث ورد في الدراسة : ” وفيما يتعلق بالسكان العرب، أظهر سكان سوس اختلافًا كبيرًا في موقعين مع العراقيين (IQ) والإماراتيين (AE). يتم دعم هذه النتائج من خلال الملاحظات المذكورة أعلاه (مخططات PCOA) . في الواقع يمكن أن يكون القرب الجيني بين سكان سوس وعرب الشرق الأوسط مرتبطا بموجات الهجرة القديمة التي بدأت مع وصول عرب معقل عام 1218 إلى وادي بني (سوس) “.
وبذالك تكون الدراسة قد سلطت الضوء على الجوانب العلمية التي تدعم العروبة في المغرب وتأثير العرب فيه حتى في المناطق المسلم عرفا بأمازيغيتها.
واجهة الدراسة ورابط تحميلها ؛
● يمكن تحميل الدراسة من هنا :