تؤكد آية “فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل” على أهمية الصبر والثبات في مواجهة الشدائد التي قد يواجهها الرسول صلى الله عليه وسلم. يوجه الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالصبر بعد تقديم الأدلة على النبوة والتوحيد والمعاد، مما يدل على أهمية هذا الصبر في مواجهة الشدائد. أولو العزم في هذه الآية يشير إلى الرسل الذين يتميزون بالثبات والحزم في مواجهة التحديات، وقد اختلف المفسرون حول تحديد هؤلاء الرسل، فبعضهم يرى أنهم جميع الرسل، بينما يرى آخرون أنهم عدد محدد منهم.
يُشير تفسير الآية إلى أن الصبر المطلوب هنا هو صبر الرسل الذين واجهوا تحديات كبيرة في دعوتهم. إبراهيم عليه السلام صبر على ابتلاءاته في ماله وولده ووطنه ونفسه، موسى عليه السلام صبر عندما قال له قومه إننا لمدركون، داود عليه السلام صبر بعد خطيئته، وبكى أربعين سنة حتى نبتت من دموعه شجرة وقعد تحت ظلها، وعيسى عليه السلام صبر عندما لم يضع لبنة على لبنة، وقال إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها. ويؤكد تفسير الآية على أن الصبر المطلوب هو صبر الرسل الذين كانوا صادقين في دعوتهم، وثقوا بنصر الله، واهتموا بما سلف من هفواتهم، وزهدوا في الدنيا. وفي النهاية، تؤكد الآية على أن الصبر المطلوب هو صبر الرسل الذين كانوا أولو عزم وحزم ورأي وكمال عقل.
إقرأ أيضا:كتاب العالم القطبي ونورديا