أبو سفيان الثوري

أبو سفيان الثوري، المعروف أيضًا باسم سفيان بن سعيد بن مسروق، هو شخصية بارزة في تاريخ الإسلام، يلقب بـ “أمير المؤمنين في الحديث” و”إمام الحفاظ”. ولد عام 79 هـ (716 م) في الكوفة، واشتهر بعلمه الواسع وورعه وتقواه. نشأ الثوري في بيئة علمية، حيث كان والده عالمًا محدثًا، مما ساهم في تكوين شخصيته العلمية المبكرة. اشتهر الثوري بسرعة حفظه وذكائه الحاد، حيث كان يحفظ كل ما يسمعه دون نسيان.

كان الثوري على نهج الصحابة والتابعين، متمسكًا بعقيدة أهل الحديث. سافر طلبًا للعلم إلى مكة والمدينة وبيت المقدس، مما جعله أحد أبرز العلماء في عصره. روى عنه أكثر من ألف شخص، وكان معروفًا بحفظه الشديد للحديث النبوي. رغم علمه الواسع، كان الثوري حريصًا على إعطاء الفتوى، وكان مثالًا حيًا للتوازن بين العلم والعمل، حيث عمل بما علمه.

إقرأ أيضا:فصاحة اللهجة المغربية

من أبرز صفات الثوري عزّة النفس والتواضع والكرم والأمر بالمعروف، خاصة تجاه السلاطين. رفض الثوري تولية القضاء عندما طلب منه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، ثم هرب عندما هدده بالقتل. كما رفض أيضًا تولية القضاء عندما طلبه الخليفة المهدي، وهرب إلى البصرة ثم تنقل متخفيًا. هذه المواقف تعكس شجاعة الثوري في الدفاع عن مبادئه الدينية والاجتماعية.

السابق
فوائد الأمانة
التالي
أهم معجزات موسى لفرعون

اترك تعليقاً