أطول كلمة في القرآن الكريم فأسقيناكموه وفوائدها

تُعدّ كلمة “فأسقيناكموه” أطول كلمة في القرآن الكريم، وفقًا لما يظهر من الآية الكريمة في سورة القمر. هذه الكلمة تتكون من ثمانية أحرف، وهي جزء من جملة عظيمة تحمل معاني عميقة. إن القرآن الكريم، الذي تحدى الله به أفصح الأمم وأبلغها، هو معجزة لفظًا ومعنىً وأثرًا. فلفظه يتميز بالفصاحة والبلاغة والبيان والجزالة والنظم والتركيب، بينما معناه يتضمن الأحكام والتشريعات والدلالات والإخبار عن المغيبات. أما أثره فهو الهداية وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

تحدي الله المشككين أن يأتوا بسورة من مثله، وأصغر سورة عددها ثلاث آيات، ومع ذلك، فإن الكثير من المشككين يحاولون الرد على هذا التحدي بمماثلة القرآن من حيث الكلمات المستخدمة والأسلوب والترتيل، دون أخطاء في قواعد النحو أو ركاكة أو غيرها من الأمور. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن معايير وشروط التحدي واضحة ومحددة وفقًا للعلامة الطاهر بن عاشور. ملاك وجوه الإعجاز في القرآن راجع إلى ثلاث جهات: بلوغ الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ، ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام، وما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك وجه رابع للإعجاز وهو الأخبار عن المغيبات.

إقرأ أيضا:الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 5 (ابن زهر الحفيد)

إذن، إعجاز القرآن من الجهتين الأولى والثانية متوجه إلى العرب مباشرة، ومن الجهة الثالثة للبشر قاطبة إعجازًا مستمرًّا على ممر العصور. وهذا يدل على صدق المنزل عليه لدى بقية البشر الذين بلغ إليهم صدى عجز العرب بلوغًا لا يستطاع إنكاره لمعاصريه بتواتر الأخبار، ولمن جاء بعدهم بشواهد التاريخ. وفي الختام، فإن أطول كلمة في القرآن الكريم تحمل في طياتها معاني عميقة وتدفعنا إلى التفكر في عظمة هذا الكتاب العزيز.

مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
حكم عملية تكميم المعدة في الإسلام
التالي
القرآن الكريم رحلة إلى الأهداف الإلهية العظيمة

اترك تعليقاً