أفلا يتزاجرون؟

في النص، يُسلط الضوء على مشكلة الفساد المستشري بين المسؤولين الذين يستغلون مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المواطنين. هؤلاء المسؤولون، الذين يُفترض أن يكونوا خدامًا للشعب، يُعتبرون في الواقع مستفيدين من سياسات تضر بالبلاد وتستنزف مواردها. يعتمد الفساد على ثقة الشعب في هؤلاء المسؤولين، حيث كلما زادت هذه الثقة، قلّت فرص زوال الفساد. وعلى العكس، كلما زادت الشكوك والقلق بين الشعب، زادت احتمالات نشوب الفتن والاضطرابات. يُستخدم هذا الوضع لتوزيع المال والمناصب بين المسؤولين وأصحاب السلطة دون مراعاة لمصالح المجتمع. يستفيد المسؤولون من هذا النظام الفاسد، حيث يحصلون على ريع مستمر ومنح عقارية ومناصب مالية دون شروط أو مواعيد لتنفيذها. الشعب، بدوره، يتغافل عن هذه التحولات ويخسر حقوقه وواجباته الدستورية. هذا التكامل بين الفساد والسلطة يُظهر كيف أن السيطرة على المال والسلطة هي السياسة الليبرالية الوحيدة التي يتبعها المسؤولون في البلدان العربية.

إقرأ أيضا:مدرسة الرماة بالمغرب
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
المشاركة في صنع السياسات الأسباب والحوافز
التالي
الإجراء المستند إلى التحليل خطوات نحو نتائج فعّالة ومستدامة

اترك تعليقاً