التعليم الحديث نحو إعادة تعريف الغاية

في النقاش الذي دار بين الهواري بن فضيل والدكالي الجنابي، تم تسليط الضوء على العيوب المحتملة للنظام التعليمي الحديث، حيث يرى بن فضيل أن هذا النظام قد يغفل البحث العميق، مما يؤدي إلى تقليل القدرات النقدية والإبداع لدى الشباب. بدلاً من تعزيز التفكير الاستراتيجي والاستنتاج، يركز النظام على نقل المعلومات للحصول على درجات اختبار جيدة، مما يجعله مصدراً للشهادات أكثر من كونه أداة لبناء الأفراد ذوي الفطنة الحادة والاستعداد لتحليل المواقف الجديدة واتخاذ القرارات المثلى. من جانبه، يرى الدكالي الجنابي أن النظام التعليمي الحديث مصمم لإنشاء قوة عاملة ماهرة ومتخصصة في مجالات عمل معينة، وليس لخلق أفراد بارعين في التفكير الحر والنقد. هذه المقاربة تساهم في دورة مستمرة من الجمود الفكري والتقييد الإبداعي. لذلك، يدعو كلا المتحدثين إلى التأكيد الأكبر على عمليات التعلم التي تتمحور حول الاستقصاء المبني على الفضول الشخصي والمعرفي للوصول لأفضل فهم ممكن للمعارف المختلفة. هذا النهج سيؤدي إلى بناء مجتمع أكثر مرونة وثبات أمام التحديات المستقبلية، مما يتطلب إعادة تعريف الغاية من التعليم الحديث نحو تأمين بيئة تعلم تسمح باستبطان الذات الذكية والمبتكرة وتعزز من قدرات الطلبة على التصدي للإشكالات الحديثة بطرائق جديدة ومبتكرة.

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الماكلة
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
عنوان المقال جذور الفلسفة والدين استجابة نفسية أم تأمل روحي
التالي
تجاوز حدود الوعي الإنساني بالتكنولوجيا موازنة بين القدرات والمحددات

اترك تعليقاً