في النقاش الذي دار حول تأثيرات الحداثة على الهوية الثقافية، اتفق المشاركون على ضرورة الحفاظ على تماسك الهوية الثقافية من خلال انتقاء أفكار ومفاهيم جديدة بعناية. وقد أكدوا على أهمية التمسك بالقيم الثقافية الأصيلة كجزء أساسي من أي نقاش بشأن المصالح الثقافية المعاصرة. كما تم التأكيد على الحاجة إلى وضع حدود وقواعد لمنع الاضطراب الناجم عن تغيرات غير منظمة في التصورات الاجتماعية والسلوكية. وقد تم النظر إلى المرونة كمفهوم يستخدم لإدارة التحولات الثقافية وبناء آلية قابلة للتكيف بدون فقدان البنية الأساسية للهوية العامة، مع التأكيد على أن حرية استخدام تلك القدرة يجب أن تخضع للإطار القانوني والأخلاقي. كما طُرح اقتراح باستخلاص دروس من الدول التي تمكنت من تحقيق تقدم ثقافي دون خسارة روابطها بتاريخها وثقافتها الأصلية. وأكدت العديد من الآراء على وجوب رفض فرض تغييرات قسرية واحتضان البحث المشترك الذي يقوم بدوره على فهمان عميق لقيمة الهوية الذاتية جنبا إلى جنب مع احتضان عالم متغير باستمرار. وفي النهاية، يبدو واضحا أن قلب الأمر ليس مجرد قدر ذاتي انتخابي بين جمود الماضي وانطلاق بلا مراقبة نحو الجديد؛ بل تكمن فيه القدرة على تحديد نقاط الارتباط وأماكن الإنفتاح بروح تقدير لكلٍّ منها، وهو أمر ممكن تحت سقف قوانين راسخة وأخلاق قائمة بذاتها والتي تحمل أيضا عناصر مرونة مناسبة لتحقيق حالة تعايش صحية
إقرأ أيضا:مذكرات باحث عن الحياة الجزء الرابع :الدروس والعبر في حوادث البشرالثوابت والحداثة موازنة بين التمسك بالتراث والانفتاح على المستقبل
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: