تعبر الحضارة عن تطور الإنسان الشامل الذي يشمل جوانب عديدة من حياته، بما في ذلك الفنون والثقافة والعلم والدين والقيم الأخلاقية. وهي ليست فقط نتيجة لبناء مادّي جميل، بل انعكاس لعمق تفكير الإنسان وتنوّعه. يعود أصل الحضارات إلى العصور القديمة حينما شرعت المجتمعات البشرية الأولى في وضع أنظمة اجتماعية واقتصادية ومعرفية فريدة لها. ومن الأمثلة المبكرة على ذلك الحضارة المصرية القديمة التي أثرت بشدة في مجالات الهندسة المعمارية والفلسفة والدين.
وفي القرون التالية، ظهر تأثير يوناني واضح مع بروز شخصيات فلسفية بارزة مثل أفلاطون وأرسطو الذين مهدوا الطريق للفكر المنطقي والنهضة الفلسفية الغربية. أما في الشرق الأوسط، فقد حققت الإمبراطوريات الإسلامية، خصوصاً أثناء عهد الخلافة العباسية، تقدماً علمياً وثقافياً ملحوظاً شمل دراسة علوم الطبيعة وفلك الكون والكيمياء وغيرها الكثير. وقد استفدنا حتى يومنا الحالي من اكتشافاتهم الرائدة.
إقرأ أيضا:نقل قبائل التغريبة العربية خلال عهد الدولة الموحديةكما لعب عصر التنوير الأوروبي دوراً محورياً بتأكيده على حقوق الإنسان والحريات المدنية مما أسفر عن ميلاد الأفكار الأساسية للمجتمع الديمقراطي الحديث. بالإضافة