السميع سمات الربوبية والإحسان الإلهيّ

اسم “السميع” من أسماء الله الحسنى يعبّر عن جانب مهم من جوانب ربوبيته وإحسانه الإلهي. هذا الاسم يشير إلى قدرة الله تعالى الفائقة على السمع، سواء كان ذلك سمعاً للأصوات الظاهرة أو الخفية. فهو ليس فقط القادر على سماع كل ما يقال ويُبث عبر الكون، ولكنه أيضاً يستقبل الهمسات والأذكار السرية لأوليائه من عباده المؤمنين. هذا الجانب من صفاته يعكس رحمته وحكمته، حيث يدفع الإنسان للتوجه إليه والتضرع له طوال الوقت، معتقداً بأن دعائه سيصل حتما إلى مجالي رحمه وعلمه الحكيم.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس اسم “السميع” جانب من عدالة الله، لأنه يحاسب الجميع بناءً على إيمانهم وأعمالهم، بغض النظر عن مدى سرية فعلتهم أو دفنها تحت الأرض. ومع ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى يعفو عن كثير ممن عصوه ويتوب عليهم عند رجوعهم إليه صادقين ومخلصين، مما يدل على رحمته الواسعة وفهمه الإنساني غير المقيد بالقوانين البشرية.

إقرأ أيضا:گر (إعْتَرِف)

التأمل فيما يعني اسم “السميع” يمكن أن يساعد المسلمين في تنمية علاقة أقوى مع رب العالمين، مستندين إلى ثقة كاملة بأنه دائما حاضر ومعاصر لما يحدث حولهم وفي داخلهم. فالاستمرارية في الدعاء والخوف منه خالق الكون ستكون نتيجة طبيعية لفهم هؤلاء المؤمنين لأسمائه وصفاته الحميدة مثل العلمية والعلم والقدرة والنعم الأخرى المتعددة.

السابق
أبو هريرة قصة حياة وصعود أحد أشهر صحابة الرسول
التالي
تفسير آية وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد

اترك تعليقاً