الوسائل الاجتماعية قوة أم تهديد للشباب؟

في النقاش حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب العربي، يبرز وجهتا نظر متضاربتان. من جهة، يرى مرام الغريسي أن هذه المنصات أصبحت ساحات لصراع هويات وهجمات سيكولوجية، حيث يعزز سباق إظهار حياة مثالية مصطنعة آفات الغيرة والقسوة الداخلية، مما يؤدي إلى الوحدة العاطفية والاضطرابات النفسية المرتبطة بالإدمان الرقمي. كما يشير إلى أن الشركات الربحية التي تمتلك هذه المنصات تمارس التجسس الإلكتروني والاستهداف الإعلاني المضلل، مما يخلق بيئة افتراضية مضطربة تضرب في قيم الانتماء لدى الشباب. من جهة أخرى، يختلف تاج الدين بن فارس مع هذه الرؤية، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أداة للتعلم والتواصل مع الآخرين حول العالم. بينما يركز الغريسي على السلبيات مثل الوحدة العاطفية والاضطرابات النفسية، يشير بن فارس إلى الفوائد المحتملة لهذه المنصات. في النهاية، لم يوصل النقاش إلى حل نهائي، بل أبرز وجهات نظر متناقضة حول تأثير هذه المنصات. من المهم أن يتوقف الشباب العربي عن التحليل ويفعلوا التأمل في كيفية استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكونوا مدركين لها كمجال للتعلم والتواصل الإيجابي، مع تجنب الوقوع في فخ الإدمان الرقمي والغيرة.

إقرأ أيضا:عرب شراقة (شراگة)
السابق
القيام بطاعة الله بين الخوف من الرياء والحذر من المكائد
التالي
التسمية في الحمام حكمها وطريقة أدائها

اترك تعليقاً