كان لشخصية وبداية حياة بدر شاكر السياب الأثر البالغ في تكوين رؤيته الشعرية المميزة. نشأ هذا الشاعر العراقي الكبير في أسرة فلاحة بسيطة بقرية جيكور، حيث أثرت البيئة الطبيعية الغنية بألوانها وأصواتها عليه بشكل كبير، لتكون مصدرًا للإلهام لقصائده اللاحقة. تميزت أعماله بالروح الوطنية والقومية العربية، مع التركيز الخاص على قضية الفلاحين والبسطاء، الذين شكلوا جوهر تجربته الإنسانية والشعرية. وتعكس معظم قصائده حالة من الانفعال والتشظي الناجمة عن التجارب المريرة للأحداث التاريخية، بما فيها سقوط بغداد وتشرذم الجماعات داخل المجتمع العراقي.
على الرغم من موهبته المبكرة، واجه السياب تحديات كثيرة أثناء مسيرته الإبداعية بسبب الظروف الاجتماعية والثقافية القاسية آنذاك. فقد عانى من مرض السل ونوبات الانتقال العديدة طلبًا للعلاج المناسب، ولكن تلك المحن لم تقوض عزيمته وحساسيته تجاه الواقع الاجتماعي والتاريخي له ولأمته. وكان لهذا التداخل بين حياته الخاصة وحاضره الثقافي والسياسي دور مهم في تشكيل رؤيته الشعرية المتميزة، مما جعله صوتًا مؤثرًا للشعب العربي عامة وسوريا خاصة. انع
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : اتْمَاكْ الحذاء الذي يلبسه الفارس