يلعب تحليل البروتين التفاعلي (CRP) دوراً محورياً في تشخيص الالتهابات والأمراض المناعية، حيث يُعتبر مقياساً حيوياً لجهاز المناعة لدى البشر. يتم تصنيع هذا البروتين داخل خلايا الكبد كرد فعل مباشر للإشارات المنبعثة أثناء حالات الالتهاب الجسدي المختلفة. وعند تعرض الجسم للأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات، يقوم الجهاز المناعي بإرسال رسائل إلى الكبد لإنتاج المزيد من CRP. ويبدأ مستوى هذه المادة في الارتفاع بسرعة في مجرى الدم عقب بدء العدوى مباشرةً، مما يسمح بتحديد وجود عدوى محتملة عبر إجراء اختبار دم بسيط.
تزداد نسب CRP بشكل واضح خلال اليومين الأوليين من الإصابة بالعدوى، ثم تستمر في التصاعد حتى زوال مصدر العدوى نهائيًا. علاوة على ذلك، تعد زيادة تركيزات CRP مؤشرًا حيويًا للعديد من أنواع الانتان – سواء كانت حادة أو مزمنة أو ذات أصل جرثومي أو غير جرثومي. وفي سياق الأمراض الروماتيزمية، تعتبر نسبة CRP عاملاً أساسيًا لتقدير مدى خطورة المرض واستجابتها للعلاجات المتاحة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع مستويات CRP لا يشير تلقائيًا إلى حدوث عدوى
إقرأ أيضا:ابن خلدون (شخصية مركزية في الدراسات المعاصرة)