تتناول قصيدة “اغضب” لنزار قباني موضوع الحب والصبر والتسامح بطريقة فريدة وجريئة. تصور القصيدة علاقة حب بين عاشقين حيث يدعو الشاعر محبوبته للغضب والاستياء دون قلق، مؤكدًا أنها لن تغيره بغض النظر عن شدة انفعالاته. يتضح هذا في أبيات مثل “اغضب كما تشاء… واجرح أحاسيسي كما تشاء”، مما يعكس ثبات مشاعره تجاهها. بالإضافة إلى ذلك، يقارن الشاعر حبيبه بالأطفال الذين رغم إيذائهم قد نحبهم بسبب بريئتهم وصفاتهم الجذابة.
كما تستعرض القصيدة الجانب الإنساني للحالة العاطفية، حيث يطلب الشاعر مغفرة محبوبه حتى لو أثاره غضباً (“فإن قلبي دائماً غفور”). ومع ذلك، فإن الشعور بالإرهاق وعدم الراحة ممكن أيضاً؛ لذا يسمح لها بالانفصال إذا شعرت بذلك (“اذهب… إذا يوماً مللت مني… واتهم الأقدار واتهمني”). لكن الثقة التي يتمتع بها الشاعر واضحة حين يقول إنها ستعود إليه مرة أخرى عندما تفهم أهمية الولاء والحفاظ على العلاقات الرومانسية. وبالتالي، تقدم القصيدة نظرة عميقة ومتوازنة حول التعامل مع المشاعر المعقدة داخل العلاقة الحميمة.
إقرأ أيضا:كتاب شمس العرب تسطع على الغرب