تطور شعر الغزل في الأدب العربي خلال العصور الأموية والعباسية تحويلات جمالية ومعاني جديدة

خلال فترة حكم الدولتين الأموية والعباسية، مر شعر الغزل بتحول جذري أثر فيه التغير الاجتماعي والفكري بشكل واضح. في العصر الأموي، تميز شعر الغزل بحيويته ورمانسيته، حيث ركز الشعراء مثل جرير وعمرو بن كلثوم وأبي نواس على تصوير مشاعر الحب والشوق بطريقة مباشرة باستخدام مفردات عامية وقريبة من الواقع اليومي. كانت الصور البديعية هي السمة المميزة لهذه المرحلة، والتي ساعدت في نقل الأحاسيس بقوة إلى المستمع.

وفي المقابل، شهد العصر العباسي تطورًا ملحوظًا لشعر الغزل نحو المزيد من العمق الفلسفي والنظرية. بدأ الشعراء الكبار مثل أبي نواس وجرير في دمج القيم الأخلاقية والثقافية ضمن أعمالهم الشعرية، مما جعل المحتوى أكثر تعمقًا وفكرًا. بالإضافة إلى ذلك، ظهر اهتمام بالغ بالاستخدام المكثف للألفاظ المجازية والاستعارات المعقدة، الأمر الذي زاد من الإيحاءات الفكرية والإبداعية للشعر. وبالتالي، فقد غير هذا التحول وجه شعر الغزل ليصبح أكثر رسوخًا وتميزًا ثقافيًا واجتماعيًا.

إقرأ أيضا:خرافات عامية عن مملكة موريطنة الوهمية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
رواد مدرسة الرمزية الرائدة في الأدب العربي رحلة عبر الأصالة والمعاصرة
التالي
ملحمة جلجامش رحلة عبر الحضارة السومرية القديمة

اترك تعليقاً