تفسير سورة فصلت

تُعدّ سورة فصلت من السور المكية، وتتكون من خمس وأربعين آية حسب قول الجمهور، أو ثلاث وخمسين آية حسب بعض الروايات. تبدأ السورة بحروف مقطعة، وهي “حم”، والتي يُرجح أنها جاءت للإيقاظ والتنبيه على أن هذا القرآن من عند الله- تعالى-. ثم يوضح الله- تعالى- في الآيات التالية أن هذا القرآن هو تنزيل من الرحمن الرحيم، وهو كتاب بُيِّنت آياته أتمَّ تبيين وأكمله، وجُعِل قرآنا عربيًّا لقوم يعلمون؛ لأنهم الذين ينتفعون بمعانيه، وبما فيه من الهداية إلى الحق.

ثم يبين الله- تعالى- في السورة مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث هو مبشر للمؤمنين بما أعدَّ الله لهم من الجزاء الجزيل، ومخوِّفًا الكافرين من عذاب الله الأليم. ومع ذلك، فأكثر الناس أعرضوا عن القرآن، فهم لا يسمعون ما فيه من الهدى سماع قَبُول. ويصف الله- تعالى- حال هؤلاء المعاندين بأنهم قالوا: قلوبنا مغطاة بأغلفة فلا تعقل ما تَدْعُونا إليه، وفي آذاننا صَمَم فلا تسمعه، ومن بيننا وبينك ستر فلا يصل إلينا شيء مما تقول.

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الطاجين

وتختتم السورة بتأكيد على وحدانية الله- تعالى- وبيان منزلة الزكاة، وأنها ركن من أركان الإسلام. كما تُظهر السورة استسلام الكون لله وانقياده لأمره سبحانه بكل ما فيه. وبذلك، تُركز سورة فصلت على أهمية القرآن كهداية للناس، وعلى ضرورة اتباعه والعمل بما فيه، مع بيان عاقبة الإعراض عنه.

مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
الحكمة من زكاة الفطر
التالي
حكم تفضيل الولد على البنت

اترك تعليقاً