يكرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بطرق عديدة ومتنوعة، مما يؤكد مكانته السامية بين مخلوقاته. أولى مظاهر هذا التكريم هي عملية الخلق والإيجاد نفسها، حيث أخرجنا الله من العدم إلى الوجود بكامل القدرة والعظمة، مكلفًا إيانا بالأمانة واستخلاف الأرض. بالإضافة إلى ذلك، سخّر الله لنا الكون برمته لخدمتنا ورعايتنا، بما يشمل تسخير الحيوانات والنباتات والموارد الطبيعية الأخرى لتحقيق مصالح البشرية.
كما أنعم علينا بفطرنا الحسنة التي تدفعنا نحو عبادة الله وحده دون شريك، وهو دليل واضح على رحمته بنا وهدايته لعبادته. الغاية الأساسية من خلق الإنسان تتمثل في أداء حقوق العبودية لله عبر ممارسة مختلف أشكال العبادة، سواء كانت قلبية كالخشوع والخوف والرجاء، أو لسانية كتلاوة القرآن والدعاء، أو جسدية كالصلاة وغيرها. هذه الحقوق يجب أن تنبع من قلوب خالصة لإرضاء الرب فقط وفق شرعه المطهر. بهذا الشكل الفريد من التكريم والتوجيه، يبرز دور الإنسان كممثل عن الله في أرضه ويؤكد أهميته الخاصة ضمن منظومة خلقه الواسع.
إقرأ أيضا:كتاب روعة حسابات كيمياء الكم وتطبيقاتها: مقدمة عمليّة مختصرة