حديث بر الوالدين

في الحديث النبوي حول بر الوالدين، يبرز مدى أهميته وأسبابه المتعددة للرضا الإلهي. يشير حديث عبد الله بن مسعود إلى أن البر بالوالدين يعد أحد الأعمال الأكثر محبة لدى الله تعالى، يليها الصلاة في وقتها والجهاد في سبيل الله. وفي حديث آخر، عندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أقرب الناس لحسن الصحبة، أجابه بأن الأم هي الأقرب ثم الأب. يعكس هذه الأحاديث تقديس الإسلام لأهمية احترام ورعاية الوالدين، سواء كانوا أحياء أو متوفين.

كما تؤكد العديد من الروايات الأخرى على ضرورة الاستمرار في بر الوالدين حتى بعد مماتهما، مثل دعوة الرجل الذي دعا لله أثناء وجوده تحت الصخرة المحصورة للغار، والتي كانت نتيجة مباشرة لبرّه لوالديه. بالإضافة إلى ذلك، تشجع الأحاديث المسلمين على فعل الصدقات نيابة عن والديهم المتوفين والاستمرار في تقديم الاحترام لهم عبر أولادهم الأحياء.

وفي المقابل، يحذرنا الدين الحنيف بشدة من عقوق الوالدين باعتباره واحدة من أكبر الذنوب التي يمكن ارتكابها. فقد ورد في عدة روايات أن عقوق الوالدين وعدم رضاهم هما من بين الخطايا التي تجلب العقاب الأرضي قبل الموت نفسه. وبالتالي، يتضح لنا أن بر الوالدين