كانت رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد عام هـ محطة حاسمة في مسيرته العلمية، حيث التقى بالعديد من العلماء ودرس على أيديهم، مما أثر بشكل كبير على تطور مذهبه الفقهي. خلال إقامته في بغداد، زار الإمام الشافعي قبر الإمام أبي حنيفة، مما يعكس احترامه وتقديره لعلماء الإسلام الآخرين. كما قام بتأليف كتابين مهمين هما “الرسالة” و”المبسوط”، اللذان اشتهرا باسم “الكتب البغدادية”. تناولت “الرسالة” موضوعات فقهية جديدة، بينما قدم “المبسوط” شرحًا تفصيليًا للتفاصيل الفقهية. هذه الكتب، بما في ذلك “الأم”، لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا في بغداد.
أثناء إقامته في بغداد، عمل الإمام الشافعي على تطوير أول مذهب له، والذي تأثر بتعاليم الإمامين أبي حنيفة ومالك. عرف هذا المذهب باسم “المذهب القديم” أو “المدرسة القديمة” للشافعي. ومع ذلك، لم تدم إقامته في بغداد طويلاً بسبب مرضه، مما أجبره على التوقف عن التدريس والتقاعد. وعلى الرغم من مرضه، ظل محاطًا بالعلماء حتى آخر أيامه، حيث توفي في م، في يوم الجمعة من شهر رجب، عن عمر يناهز عامًا. رحلة الإمام الشافعي إلى بغداد كانت نقطة تحول في حياته العلمية، حيث أثرت بشكل كبير على تطور مذهبه الفقهي وأسهمت في انتشاره بين العلماء والفقهاء.
إقرأ أيضا:مذكرات باحث عن الحياة الجزء الرابع :الدروس والعبر في حوادث البشر