لقد كانت رحلة اكتشاف سرعة الضوء مليئة بالتحديات والنظريات المتغيرة التي أثارت نقاشًا مستمرًا بين العلماء للفهم الكامل لهذا الظاهرة الأساسية. يعود الجدال الأولي حول طبيعة الضوء – كونه موجة أم جسيم – إلى القرن السابع عشر مع إسحاق نيوتن الذي اقترح نظرية جزيئات الضوء لشرح بعض الظواهر البصرية. لكن هذا التفسير لم يكن كاملاً، مما دفع كريستيان هيغنز إلى طرح فرضية جديدة تعتمد على خصائص الموجات.
وفي أوائل القرن التاسع عشر، قدم توماس يونغ دليلاً دامغًا لدعم وجهة النظر الموجية للضوء من خلال سلسلة من التجارب الناجحة. ومن هنا، أصبح واضحًا أن الضوء يتصف بأنماط تداخل مميزة عند مروره عبر فتحات ضيقة، وهو دليل قاطع على طبيعته الموجية.
إقرأ أيضا:كتاب تلوث البيئة: مصادره وأنواعهثم جاء دور دراسة تأثير وسطيات مختلفة على سرعة الضوء. فقد تبين أن سرعة الضوء ليست ثابتة ولكنها تتغير حسب نوع الوسط المار فيه. فعند مرور الضوء عبر المواد المضادة للسكون، تنخفض سرعتها بنسبة حوالي 30%. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الاختلافات الصغيرة لا تزال تسمح لنا بالحصول على تقدير دقيق للغاية لسرعة الضوء