في رحلتهم عبر الحضارات اليونانية والرومانية القديمة، لعب الشعراء دوراً محورياً في تشكيل وجدان تلك المجتمعات وتعزيز ثقافتها. ففي اليونان، لم يكن الشعر مجرد فن أدبي، بل كان جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. هنا برز شاعر عظيم كالـهوميروس، مؤلف “الإلياذة” و”الأوديسة”، والتي تعد من أبرز الأعمال الشعرية العالمية. بينما قدم يسوبيدس مساهمته الكبيرة في تطوير الأوديسة الدرامية في القرن الخامس قبل الميلاد. كذلك ظهرت أشكال متنوعة من الشعر، بما فيها الهجاء والسخرية بفضل شعراء مثل آرستوفانوس.
وفي روما، تأثر الشعر كثيراً بالتراث اليوناني لكنه طوّر أيضاً طابعه الخاص. حيث اشتهر الشاعر فيرجيل بمأساة “الأنياد”، وهو عمل ملهم يحكي قصة تأسيس مدينة روما. أما كاتولوس فأصبح مشهوراً بشعر الثناء والفلسفة الأخلاقية. مع مرور الوقت، ازدهرت مجموعة واسعة من الأنواع الشعرية في روما، بدءاً بالكوميديا وحتى الحكم والنقد الاجتماعي.
إقرأ أيضا:لا للفرنسة: الموضوع الأول الذي يجب أن يخوض فيه المغاربة هو وقف التوغل الفرنسي في المنطقةإن التأثير المتبادل بين الحضارتين اليونانية والرومانية على الشعر عالمياً عميق ومتعدد الجوانب. لقد قدّ
