سبب نزول سورة الضحى تفصيل من القرآن والسنة

سورة الضحى، التي تعد سورة مكية باتفاق أهل العلم، لها قصة نزول خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وفقًا لرواية جندب بن سفيان البجلي. اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً، فجاءته امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً. فأنزل الله تعالى والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى. وفي رواية أخرى، أبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون قد ودّع محمداً ربه، فأنزل الله تعالى والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربك وما قلى.

كما ذكر ابن عباس أن ما ودّعك تعني ما قطعك منذ أرسلك، وما قلى تعني ما أبغضك. بالإضافة إلى ذلك، هناك سبب آخر لنزول السورة، وهو أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، وعن ذي القرنين، وعن أصحاب الكهف، فقال سأخبركم غداً، ولم يقل إن شاء الله، فاحتبس عنه الوحي، إلى أن نزل عليه قوله تعالى من سورة الكهف ولا تَقُلْنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ فأخبره بما سئل عنه.

وبذلك نرى أن سبب نزول سورة الضحى مرتبط ببعض الأحداث التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، سواء كانت بسبب مرضه أو احتباس الوحي عنه بسبب عدم ذكر إن شاء الله. هذه الأحداث تؤكد على حقيقة أن الوحي من الله تعالى لا يتوقف إلا بإرادته سبحانه وتعالى.